تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم الاختلاف في الفقه في المسائل الفقهية نعم, هذا ما يؤثِّر ولا يحدث فُرقة ولا عداوة يعني هذا اجتهاد سائغ لكن الاختلاف في العقيدة هذا غير سائغ ولا يجتمع عليه المختلفون أبدا, لا يجتمع المختلفون في العقيدة مهما حاول من حاول لأنه يريد أن يجمع بين المتضادات ولا يمكن الجمع بين المتضادات أبدا والمتناقضات. فإذا كانوا يريدون وحدة للمسلمين فعليهم أن يصححوا العقيدة أولا -العقيدة التي كان الرسل من أولهم إلى آخرهم يهتمون بها ويبدءون بها- عليهم أن يوحدوها أولا فإذا وحدوا العقيدة اتحدت الأمة إن كانوا جادين وصادقين. لكن هم يسخرون من الذي يتكلم في العقيدة ويدعو إلى العقيدة, يسخرون منه يقولون هذا يكفِّر الناس هذا يريد أن يفرق المسلمين يريد أن كذا إلى آخر ما يقولون. فنقول لهم يالله اجمعوا المسلمون على ما تقولون لن تستطيعوا أبدا, أما لو توحدت العقيدة لاجتمعوا بسهولة ?هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? 2

?وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ? 3 فلن يجمع الناس إلا العقيدة الصحيحة التي جاءت بها الرسل من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ?4

?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ?5

في الآية الأخرى ?إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ?6.

هذه عبادة الله ما يتوحدون إلا على عبادة رب واحد وهو الله سبحانه وتعالى لأنه هو الرب الحق وغيره باطل? ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ?7.

فهذا هو المجال لتوحيد المسلمين إن كانوا صادقين. يصححوا العقيدة وينفوا عنها الزيف والدخيل كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ثم إن المسلمين يتحدون عليها وهذا الذي أراده السلف كالبربهاري وغيره من تأليف هذه الرسائل وهذه الكتب في بيان العقيدة الصحيحة. لمَّا حدثت الفتن والافتراقات والضلالات كتبوا هذه العقائد يشرحون بها السنَّة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون المفضلة التي من لزمها نجا ومن حاد عنها هلك التي قال فيها صلى الله عليه وسلم:" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها" والله -جل وعلا- يقول ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ? 8.

هذا هو مناط اجتماع الكلمة وتوحيد الكلمة أما أن يُقال نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على ما اختلفنا فيه فهذا من المحال إذا كان الاختلاف في العقيدة أما لو كان الاختلاف في الفقه والمسائل الفقهية فهذا ربما مع أن الواجب إتباع الدليل حتى في مسائل الفقه الواجب إتباع الدليل ?فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ? 9, لكن الاختلاف الفقهي الذي له احتمال ووجه هذا لا يُحدث التفرق بين المسلمين ولذلك أهل السنَّة فيهم الحنفي وفيهم المالكي وفيهم الشافعي وفيهم الحنبلي ولم يختلفوا ولله الحمد لم يتفرقوا لأن هذه اجتهادات فقهية لها وجوه لها احتمالات من الأدلة خلاف العقيدة, عقيدتهم واحدة الحنابلة والمالكية والشافعية والحنفية عقيدتهم وحدة, وإن كان في أتباعهم من خالفهم في العقيدة هذا يوجد في الحنابلة ويوجد في الحنفية ويوجد في الشافعية ويوجد في المالكية من خالف الأئمة في عقيدتهم إنما ينتسب إليهم في الفقه فقط أما في العقيدة فهو مخالف لهم, فهؤلاء لا يعتبرون أتباع للأئمة لأنهم اتبعوهم في شيء وخالفوهم في شيء أهم منه فلا نعتبرهم من أتباع الأئمة وهم يخالفونهم في العقيدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير