هذا هو الذي حدا بالعلماء كالبربهاري وغيره إلى رسم الطريقة الصحيحة المأخوذة من كتاب الله وسنَّة رسوله وهدي السلف من أجل أن المسلمين يسيرون عليها وهذا من النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. أما لو كان الأمر خفيا ولم يُبين ولم تُؤلف هذه المؤلفات لضل كثير من الناس لكن هذه المؤلفات ولله الحمد هذه نعمة من الله -عز وجل- وحجة من الله على خلقه يحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة نعم
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا به وأخرجنا في خير أمة
[الشرح]
نعم هذا لخطبة الكتاب عملا بالسنَّة يبدأ بالحمد لله ببسم الله هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد الله ويثني عليه في كتاباته ومخاطباته وهكذا كان السلف الصالح وأهل العلم يبدءون كتبهم ببسم الله الرحمان الرحيم إقتداءً بالكتاب العزيز وبالحمد لله رب العالمين إقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان إذا أراد أن يخطب أو يتكلم أو ينبه على شيء يحمد الله ويثني عليه ثم يبين ما يريد بيانه عليه الصلاة والسلام. فالمؤلف كغيره نهج هذا المنهج وهو البداء بالحمد لله.
الحمد لله أي جميع المحامد لله -عز وجل- والحمد هو المدح والثناء على الممدوح هذا هو الحمد. فالله -جل وعلا- يُحمد لذاته ويُحمد لأسمائه وصفاته ويُحمد سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة. فله جميع أنواع الحمد لأن جميع النعم منه سبحانه. وأما غيره فيُحمد على قدر ما يسدي من الجميل, ولكن الحمد المطلق الكامل الشامل هو لله -عز وجل- فلا يجوز لك أن تقول الحمد لفلان الحمد كذا للاستغراق في فلان هذا لا يجوز لا يجوز إلا لله ?الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ?10
?الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ? 11
?الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ?12
كما في القرآن أما أن تقول أشكر فلان أو أحمد فلان على كذا وكذا يعني تخصص الشيء الذي من أجله حمدته أو شكرته فلا بأس. أما أنك تقول الحمد لفلان فهذا لا يجوز إلا في حق الله سبحانه وتعالى. والله -جل وعلا- هذا اسم من أسماءه. الله ومعناه المألوه المعبود لأن الألوهية معناها العبودية وهو اسم لا يطلق إلا على الله فلا أحد تسمى بالله أبدا حتى الجبابرة والكفرة والملاحدة ما منهم أحد تسمى بالله سما نفسه الله. فرعون قال أنا ربكم الأعلى ما قال أنا الله قال أنا ربكم الأعلى فهذا اسم خاص بالله -عز وجل- ورب العالمين: مالك, الرب معناه المالك المتصرف, والعالمين جمع عالم وهو جميع المخلوقات كلها الله -جل وعلا- ربها وخالقها ومدبرها ومعبودها وإلهها نعم
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام
[الشرح]
الذي هدانا للإسلام هذا أكبر نعمة ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً?13فبالإسلام تمت النعمة على المسلمين والله -جل وعلا- يقول ?قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ?14
فضل الله هو الإسلام والرحمة هي القرآن فليفرحوا بالإسلام وبالقرآن. نعم وهذا فيه اعتراف لأن الفضل لله في هدايتك للإسلام إرشادك إليه وتثبيتك عليه هذا فضل من الله لا بحولك ولا بقوتك وإنما هو توفيق من الله سبحانه وتعالى فهو الذي هدى. ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوا الجنة يوم القيامة ?الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ?15نعم.
[المتن]
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومنَّ علينا به
[الشرح]
ومنَّ علينا به فالإسلام مِنَّة من الله سبحانه وتعالى وإلا فالله لا يجب عليه شيء لأحد وإنما هو يتفضل على عباده بالإسلام, بالنعم, بالعافية, بالأرزاق, هذا تفضّل منه سبحانه وتعالى نعم.
[المتن]
ومنَّ علينا به وأخرجنا في خير أمَّة
[الشرح]
أخرجنا في خير أمة أخذا من قوله تعالى ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ? 16
¥