كنتم: هذا خطاب للمسلمين, خير أمَّة والأمَّة المراد بها الجماعة, خير أمَّة أُخرجت للناس شوف قال للناس فخير هذه الأمة لا يقتصر عليها وإنما يتعدى للناس بالدعوة والجهاد والتعليم والإرشاد. لا يكفي أن الإنسان يتعلم ويعمل في نفسه ويترك الآخرين بل لابد أن ينشر الدعوة وينشر العلم, ينشر الخير ويدعو إلى الله, يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويكون عضوا عاملا في مجتمع المسلمين. نعم أُخرجت للناس ما أُخرجوا لأنفسهم فقط إنما أخرجهم الله للناس نعم.
[المتن]
وأخرجنا في خير أمَّة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى
[الشرح]
نعم الإنسان يسأل الله الثبات ولو كان يعرف الحق ويعمل به ويعتقده فلا يأمن أن يزيغ وأن يفتن. تأتي فتن وتجتاحه ويضل عن سبيل الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك", الخليل عليه الصلاة والسلام يقول في دعاءه ? ..... وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ .... ?17 خاف على نفسه. وهكذا كل ما قوي إيمان الإنسان بالله يخاف ولا يأمن من الفتن ولا يزكي نفسه بل يسأل الله الثبات وحسن الخاتمة, دائما وأبدا يخاف من سوء الخاتمة, يخاف من الفتن, يخاف من الزيغ, من الضلال, من دعاة السوء نعم.
[المتن]
فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط.
[الشرح]
نعم يوفقنا لما يحبه ويرضاه من الأعمال والأقوال والاعتقادات ويجنبنا ما يسخطه من الأقوال والأعمال والاعتقادات فهو الموفق سبحانه وتعالى وهو الهادي وهو الدَّال وهو المرشد نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنة
[الشرح]
اعلم: هذه كلمة للاهتمام اعلم, معنى اعلم أي تعلم, كيف تعرف أن الإسلام هو السنَّة؟ إذا تعلمت هذا الشيء. اعلم كلمة يؤتى بها للاهتمام لما بعدها كما قال الله تعالى ?فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ?18
يعني تعلَّم معنى لا إله إلا الله واعمل به ? اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?19
فتأتي كلمة اعلم أو اعلموا للاهتمام لما بعدها نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنَّة
[الشرح]
الإسلام هو السنَّة والسنَّة هي الإسلام يعني الطريقة. الإسلام هي الطريقة التي جاء بها الرسل عليهم الصلاة والسلام. فكل الرسل جاءوا بالإسلام, فكل نبي دعا إلى الله وجاء بشريعة من عند الله فهو الإسلام. فالإسلام عبادة الله -عز وجل- في كل وقت بما شرعه. وقد شرع الله للأنبياء شرائع إلى آجال ثم ينسخها فإذا نُسخت يكون العمل بالناسخ هو الإسلام, إلى أن نُسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم و-جل وعلا- يقول ?لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ * يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ? 20
فالإسلام هو ما جاءت به الرسل من الدعوة والعمل في كل وقت بحسبه إلى أن جاءت بِعثة محمد صلى الله عليه وسلم. فصار الإسلام هو ما جاء به دون غيره. فمن بقي على الأديان السابقة ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم. لم ينْقَد لله -عز وجل- ويطيع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ما كان عليه قد انتهى ونُسخ والبقاء على المنسوخ ليس دينا لله -عز وجل- إنما العمل بالناسخ هو الدين نعم.
[المتن]
اعلم أن الإسلام هو السنّّة والسنَّة هي الإسلام
[الشرح]
لا فرق بينهم نعم, يعني الطريقة إذا فسرنا السنَّة بالطريقة فلا فرق بينها وبين الإسلام نعم.
[المتن]
ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر
[الشرح]
لا يقوم الإسلام إلا بالسنَّة ولا تقوم السنَّة إلا بالإسلام فالذي يدَّعي الإسلام ولا يعمل بالسنَّة يعني طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ليس بمسلم والذي يعلم السنَّة ولا يسلم لله ليس بمسلم وإن عرف السنَّة فلا بد من الجمع بينهما نعم.
[المتن]
فمن السنة لزوم الجماعة
[الشرح]
¥