تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعم ما دام الأمر كذلك وأن الإسلام هو السنَّة والسنَّة هي الإسلام فالسنَّة أنواع, بدأ بالتفصيل, أولا أجمل ثم بدأ بالتفصيل. فمن السنَّة لزوم الجماعة, جماعة المسلمين الذين على الحق, أما الجماعات التي ليست على الحق هذه لا تسمى جماعة. كل جماعة اجتمعت على ضلالة أو على منهج مخالف للإسلام أو على طريقة مخالفة للإسلام فلا تسمى جماعة. الجماعة المرادة هنا هم أهل الحق وليس مِن لازم ذلك أن يكونوا كثيرين, بل لو كان واحدا على الحق فإنه يسمى بالجماعة. فالجماعة هي لزوم الحق قلَّ أهله أو كثروا, تلزم الحق, هذا هو الجماعة ولا تخالف الجماعة التي على الحق بل تكون معهم على الحق فمن فارق الجماعة سيأتي بيانه نعم.

[المتن]

فمن السنة لزوم الجماعة

[الشرح]

لزوم, لزوم الجماعة: يعني عدم الخروج عنها والاختلاف عنها نعم.

[المتن]

و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

[الشرح]

هذا حديث, هذا نص حديث "من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه", هذا وعيد شديد فإن كانت المفراقة في العقيدة فهذا كفر, وإن كانت المفراقة دون ذلك فهي ضلال. فالمفارقة لا خير فيها إما أن تكون كفرا وإما أن تكون دون ذلك. فلا خير في مفارقة الجماعة وفي الحديث "عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة". ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بما يحصل من الفتن والتفرق, قال له حذيفة: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: أن تلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين. فالجماعة لا تكون إلا بأمرين, تنبهوا لا تكون الجماعة إلا بأمرين:

الأمر الأول: أن يكون منهجها الكتاب والسنَّة ليس منهجها مذهب فلان أو قول فلان. لا الكتاب والسنَّة.

الأمر الثاني: أن يكون لها إمام, إمام مسلم يقودها وترجع إليه. ما يمكن تجتمع جماعة بدون إمام لابد من إمام يكون مرجع لها. ولهذا قال لحذيفة: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قال: إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: تعتزل تلك الفرق فلا تكون إلا مع جماعة المسلمين ولا تكن مع جماعات غير جماعات المسلمين بل تبقى وحدك إلى أن يأتيك الموت وأنت على ذلك.

هذا فيه أنه لا يكون الإنسان مع الجماعات المخالفة لمنهج الحق يقول هذه جماعة أنا بصير معهم. لا, لا يكونون جماعة إلا بشرطين: أن يكون منهجهم الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وأن يكون لهم إمام مسلم يقودهم ويرجعون إليه. لا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة. هذا منهج المسلمين وهذا هو السنَّة التي يشرحها رحمه الله نعم.

وفي هذا نهي عن الشذوذات في الآراء والمخالفات أن الإنسان يلزم الجماعة ما داموا أنهم ليسوا على ضلال يلزمهم نعم.

[المتن]

و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه

[الشرح]

خلع ربقة الإسلام من عنقه, كان من عادة العرب إنهم يجمعون مثلا الأغنام أو أولاد الأغنام ويضعون لها رباط في رقابها لأجل ما تتفرق وتضيع ويأكلها الذئب, يرعون وفي رقابها أربطة وهذه الأربطة تكون متصلة بحبل واحد يجمعها من أجل المحافظة عليها. شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم لزوم الجماعة بهذا الأمر. فإن الجماعة هي الرباط الواقي من المهالك كالرباط الذي يكون في رقاب الأغنام يحفظها من الذئب ومن الضياع نعم.

[المتن]

و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا.

[الشرح]

كان ضالا مضلا: ضالا عن الطريق, مضلا لغيره. ضالا في نفسه ومضلا لمن اقتدى به واتبعه نعم ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ?21.

الواجب على المسلم أن يتبع سبيل المؤمنين ولا يخالفهم ولا يشذ عنهم نعم.

[المتن]

والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

[الشرح]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير