تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مدى إحاطة شيخ الإسلام ابن تيمية بالملل والنحل]

ـ[الباحث]ــــــــ[13 - 07 - 10, 03:04 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقعتُ بالصدفة على كلام جميل لشيخ الإسلام ابن تيمية وتحته تعليقٌ لمستجي زاده، ذكره محمد رشاد سالم في حاشية منهاج السنة النبوية (1/ 139):

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

(وقدماء الشيعة كانوا متفقين على إثبات القدر، وإنما شاع فيهم رد القدر من حين اتصلوا بالمعتزلة في دولة بني بويه).

قال مستجي زاده معلقاً:

(وهذا المحل من المهمات، ولم أرَ من باحث مع الإمامية مثل ابن تيمية - شكر الله سعيه - حيث أحاط بمقالاتهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم وقدمائهم ومتأخريهم إحاطة ً كاملة، وبعض المتأخرين تصدّر لرد الإمامية رداً عنيفاً، إلا أنه أين من هذا البحر الحبر المحيط بمذاهبهم وفرقهم من الأولين والآخرين، ولولا أنه كان راجلاً في مذاهب الفلاسفة لكان هو في غاية من الإحاطة والإتقان، إلا أن الكمال لله وحده، لكن مع ذلك أين مثله في الإحاطة والتتبع؟!).

قال الباحث غفر الله له:

إن البحث في التطور التاريخي للملل والنحل لهو من أهم المهمات للباحث المتخصص في العقائد، ولا يمكن بحال من الأحوال لأصحاب المناظرة والجدل الاستغناء عن معرفة هذا التطور.

حيث أن الباحث المتخصص في العقائد والملل والنحل يحتاج إلى معرفة تاريخ هذه الملل والنحل ونشأتها ورجالها ودولها ومدى تؤثرها ببعضها البعض.

وما النص الذي ذكرناه عن شيخ الإسلام في هذا الموضوع إلا نص بسيط متواضع من ضمن مئات النصوص التي تنبئك عن مدى إحاطة هذا البحر المحيط (شيخ الإسلام ابن تيمية) رحمه الله في الملل والنحل.

وإلا فهناك مئات النصوص التي تجعلك تقف متعجباً من ذاك البحر الذي لم يتوفر لديه حاسوب ولا مطبوع، كيف أحاط بمثل هذه المذاهب والمقالات وأحوالها وأحوال أهلها، عدا معرفته بمذاهب السلف من أهل السنة، ناهيك عن علومه الواسعة في الفقه والحديث والتفسير وباقي العلوم والفنون.

في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) ينقذ الأشعري أبا حامد الغزالي من براثن الفيلسوف ابن رشد الحفيد، ويرد على كتاب الحفيد (تهافت التهافت) وينقل نصوصها بالحرف، وينقضها نصاً نصاً.

وتجد في خضم بحره (الدرء) يشرح (الرد على الزنادقة والجهمية) لإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل، يشرح الكتاب بكامله.

وفي خضم (الدرء) يرد على الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية والكرامية والرافضة وغيرهم وينقل مذاهبهم وأقوالهم والفروق الدقيقة بينها.

ومن غاص في (منهاج السنة النبوية) وجد العجب العجاب وما يذهب بالألباب من استغراقه في الرد على الفلاسفة وأقوالهم التي أعيت عقول العلماء من بعده، فضلاً عن سحقه للطائفة الإثنى عشرية وعلامتهم (ابن المطهر الحلي) مقدمهم في المنقول والمعقول، وكيف أنه دمر عليه منقوله ومعقوله، فأصبح الروافض يبكون الدم حتى يومنا هذا منه، وكأنه قتل لهم قتيلاً وهو (علامتهم الحلي).

وفي (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) تقف حائراً أمام إحاطة هذا الجبل بمذاهب النصارى من (نسطورية) و (آريوسية) وغيرهم، وكيف أنه يرد عليه بمنقولهم ومعقولهم، وكيف كشف عن انقطاع أسانيدهم وضياع أصولهم.

فكيف بك إذا اطلعت على (بيان تلبيس الجهمية) وكيف نقض فيه تأسيس إمام الأشعرية الفخر الرازي وتأسيس غيره؟! وكيف بك إذا مررت على (التسعينية) ذات التسعين وجهاً في الرد على الكلام النفسي الأشعري؟!

قال ابن سيد الناس فيه:

(إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه).

رحمك الله يا شيخ الإسلام، فقد عقمن النساء من بعدك يا أبا العباس.

ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 03:57 م]ـ

رحمك الله يا شيخ الإسلام، فقد عقمن النساء من بعدك يا أبا العباس.

صدقت والله

ونسأل الله من فضله

ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 06:13 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ما معنى راجلا في هذه العبارة؟

ولولا أنه كان راجلاً في مذاهب الفلاسفة لكان هو في غاية من الإحاطة والإتقان

هل يقصد أنه لم يحط بمذاهب الفلاسفة كما ينبغي أو شيئا من هذا؟

=تحديث =

لا عليك أخي اللحاق يبين المقصد

، إلا أن الكمال لله وحده، لكن مع ذلك أين مثله في الإحاطة والتتبع؟!

وظاهر كلامه أنه مع ذلك من أفضل من احاط بمذاهب الفلاسفة. وربما لا يوجد له نظير.

نافلة:

رسالة في الخلافيات بين الحكماء والمتكلمين والاشاعرة والماتريدية

المؤلف: عبدالله بن عثمان الشهير بمستجي زادة

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:53 م]ـ

الحمد لله وحده ...

وهذه أحسن دعابة سمعاها من شهور طويلة جدًّا!

أضحك الله أسنانكم ..

ولا تعودوا إليها، فقد يظنها بعض الأغمار حقيقة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير