[كذب الأخطبوط بول ولو صدق]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 02:55 ص]ـ
انتشرت في الأوساط الرياضية ما يسمى بتوقعات الأخطبوط الألماني بول، وأصبحت هذه التوقعات لدى الكثير من المجتمعات الأجنبية من المسلمات، وهذا لا غرابة فيه من أمة لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر حقيقة، وإن كانت هناك غرابة فهي الغرابة من أمة وصلت في التقدم والمدنية والأمور المادية ما وصلت إليه وهي مع ذلك تخضع تحت ظلال هذا الخرافات والخزعبات!!، ومع ذلك أقول: لا غرابة.
وإنما الغرابة والمأخذ على أقوام يعتقدون أو كادوا يعتقدوا بهذه الخرافات من أمة تؤمن بالله ورسوله، من أمة لها كتاب ودستور لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم.
ونصحاً لله ولهؤلاء وللأمة أقول: كذب الأخطبوط بول ولو صدق:
قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [الأنعام59]
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة7] , سبحانه لا تخفى عليه خافية , يعلمُ ما كان وما لم يكن , ولو كان كيف يكون , ويعلم ما هو كائن.
فَإِنَّهُ الْعَلِيُّ فِي دُنُوِّهِ ... وَهْوَ الْقَرِيبُ جَلَّ فِي عُلُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلَا يَنَامُ ... وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهَهُ الْأَنَامُ
لَا تَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُنْهَ ذَاتِهِ ... وَلَا يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
بَاقٍ فَلَا يَفْنَى وَلَا يَبِيدُ ... وَلَا يَكُونُ غَيْرُ مَا يُرِيدُ
مُنْفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالْإِرَادَهْ ... وَحَاكِمٌ -جَلَّ- بِمَا أَرَادَهْ
وَهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ ... فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالْإِخْفَاتِ ... بِسَمْعِهِ الواسع للأصوات
وعمله بِمَا بَدَا وَمَا خَفِيْ ... أَحَاطَ عِلْمًا بِالْجَلِيِّ وَالْخَفِيْ
وَهْوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ ... جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالَى شَانُهُ
وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ ... وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
عقيدةُ المسلمِ في ربه أن يعلمَ علمَ اليقين أن علمَ الغيبِ له سبحانه وتعالى لا يعلم الغيب إلا الله , ولا يعلمُ الأحداثَ والأخطارَ والأخبارَ وما سيكون في ظلماتِ الليل وضياءِ النهار غيرُ الواحدِ القهار , (إِنَّ ?للَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ?لسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ?لْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ?لاْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان:34]. (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [آل عمران 179].
لذلك لا يجوز للمسلم أن ينسب هذا العلمَ لغير الله , أو يعتقدَهُ في أي شيء سواه , لا يعلمُ الغيبَ إلا الله , فلا يعلمه السحرة , ولا المشعوذون , ولا الكهنة , ولا العرافون , ولا الإنس، ولا الجنُّ، ولا الحيوانات، ولا الطيور، ولا اختبوطٌ، ولا ضرب الحظوظ، هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أشرف خلق الله عند الله يقول كما حكاه عنه ربه – سبحانه وتعالى - (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) [الأنعام50] (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ
¥