[أصل التصوف في الإسلام]
ـ[أبو فهد القاسمي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 06:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
لا يخفى أن من وسائل هدم العقيدة الصحيحة والتي يسعى إليها أعداء الإسلام استخدام التصوف كأداة في ذلك.
وهذا ما يدعو القوى المعادية للعقيدة الصحيحة - أعني عقيدة أهل السنة والجماعة - لنشر التصوف بشتى الوسائل والطرق؛ لمحاربة أهل السنة والجماعة وإبعادهم عن منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -وما سار عليه أصحابه - رضي الله عنهم, يحدوهم في ذلك محاولة إيجاد بديل من ذات المجتمع الإسلامي يقضي على الإسلام الصحيح من داخله, مع عدم المعارضة من طرح البديل ولو من خارج المجتمع الإسلامي.
والسؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذه الدعوات:
هل التصوف في العالم الإسلامي اليوم ناتج من تطور مفهوم الزهد والورع, أم أنه دخيل بفعل المعادين للإسلام كحال بعض الطوائف كالسبئية ونحوها.
والذي يظهر والله أعلم: أن التصوف ناتج عن فعل المعادين للإسلام بغية تحقيق مكاسب دنيوية, مستترين ومستغلين ما يدعو إليه الإسلام من التقلل من الدنيا والزهد فيها (وبين الأمرين فرق لا يخفى).
والذي يدعوني للقول بذلك, أن جوهر التصوف بقالبه في العالم الإسلامي له وجود وتشابه في الديانات التي تسبق الإسلام كاليهودية والبوذية والنصرانية وغيرها, بل تكاد تكون نسخة كربونية منها.
والقول بأن أصل التصوف بفعل المعادين للعقيدة الصحيحة لا يعني من وجود بعض الجهلة والذين لبس عليهم حقيقة الإسلام, فساروا وراء التصوف مقلدين أو ربما مؤيدين, وإن كان لهم حظ من علم.
يؤيد ذلك ما نقله القرطبي - رحمه الله - عن الشيخ أبو بكر الطرطوشي, في قصة السامري, فقال: "سئل الامام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله: ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية وأعلم حرس الله مدته أنه اجتمع جماعة من رجال فيكثرون من ذكر الله تعالى وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ويحضرون شيئا يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا أفتونا مأجورين وهذا القول الذي يذكرونه
يا شيخ كف عن الذنوب * قبل التفرق والزلل
واعمل لنفسك صالحا * ما دام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى * ومشيب رأسك قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه.
الجواب: يرحمك الله مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة وما الاسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دين الكفار وعباد العجل وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا يعينهم على باطلهم هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق". [تفسير القرطبي:11/ 237].
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 09:21 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو فهد القاسمي]ــــــــ[25 - 07 - 10, 09:19 م]ـ
وإياك أخي أبا حفص, وجميع المسلمين.