هذا النقل متعلق بالرواية التي أوردتموها بارك الله فيكم
أشكل عليَّ فهم هذا الحديث إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37722)
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه لكتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية
((قال (وَقَوْلُهُ عليه الصلاة والسلام: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ؛ فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ») هذا فيه إثبات صفتين لله جل وعلا بل عدة صفات لكن يستدل به على صفتين:
أما الصفة الأولى فهي صفة قرب الله جل وعلا من خلقه يعني من عباده المؤمنين أهل الصلاة وإحاطته جل وعلا بخلقه، وأما القرب سيأتي الكلام عليه وأما الإحاطة فإنه جل وعلا محيط بكل شيء وإحاطته جل وعلا بكل شيء جاءت في عدة آيات وفي أحاديث كثيرة كقول الله جل وعلا ?ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط? وكقوله ?وكان الله بكل شيء محيطا? ونحو ذلك من الآيات، وإحاطته جل وعلا بجميع خلقه تقتضي علوه جل وعلا فكون المصلي يصلي ويكون الله جل وعلا قبل وجه المصلي حال الصلاة هذا لأجل أن الله جل وعلا محيط بكل شيء وهو جل وعلا عال على خلقه مستو على عرشه ومع ذلك هو قبل المصلي حين الصلاة وذلك لإحاطته جل وعلا بكل شيء فـ ?ليس كمثله شيء? سبحانه وهو عال على عرشه قريب من المصلي بل هو محيط بكل شيء بل إن الله جل وعلا قبل وجه المصلي حال صلاته، والإحاطة فيما ذكر من النصوص في قوله ?ألا إنه بكل شيء محيط? وقوله ?وكان الله بكل شيء محيطا? ونحو ذلك فسرها أهل السنة بأربعة معان، فسرت الإحاطة:
- بإحاطة العلم.
- والسَّعة.
- والقدرة.
- والشمول.
إحاطة علم وسعة وقدرة وشمول، وهو جل وعلا محيط بهم من جهة العلم ومحيط بهم من جهة القدرة ومحيط بهم من جهة السعة حيث دل على ذلك هذا الحديث ومحيط بهم من جهة الشمول وهذا يوضحه أن الخلق جميعا يعني من على الأرض ومن في السماوات بالنسبة إلى الكرسي كدراهم ملقاة فيه وأن الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض والكرسي وسع السماوات والأرض والكرسي هو موضع قدمي الله جل وعلا فإذن المسألة يصعب تصورها من جهة الواقع لكن تصورها يكون من جهة العلم بما دلت عليه النصوص.
هذا الحديث فيه أيضا إثبات صفة القرب لله جل وعلا والقرب يأتي ذكره في الحديثين الآتيين .. ))
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة الواسطية ((صفة الوجه لله سبحانه
وقوله:] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [،] كل شيء هالك إلا وجهه
[ ......
(1) ذكر المؤلف رحمه الله لإثبات صفة الوجه لله تعالى آيتين:
الآية الأولى: قوله:] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [[الرحمن: 27].
وهذه معطوفة على قوله تعالى:] كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك [[الرحمن: 26 - 27]، ولهذا قال بعض السلف: ينبغي إذا قرأت:] كل من عليها فان [، أن تصلها بقوله:] ويبقى وجه ربك [، حتى يتبين نقص المخلوق وكمال الخالق، وذلك للتقابل، هذا فناء وهذا بقاء،] كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [[الرحمن: 26 - 27].
* قوله تعالى:] ويبقى وجه ربك [، أي: لا يفنى.
والوجه: معناه معلوم، لكن كيفيته مجهولة، لا نعلم كيف وجه الله عز وجل، كسائر صفاته، لكننا نؤمن بأن له وجهاً موصوفاً بالجلال والإكرام، وموصوفاً بالبهاء والعظمة والنور العظيم، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: "حجابه النور، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
(سبحات وجهه)، يعني: بهاءه وعظمته وجلاله ونوره.
(ما انتهى إليه بصره من خلقه): وبصره ينتهي إلى كل شيء، وعليه، فلو كشف هذا الحجاب ـ حجاب النور عن وجهه ـ، لاحترق كل شيء.
لهذا نقول: هذا الوجه وجه عظيم، لا يمكن أبداً أن يماثل أوجه المخلوقات.
وبناء على هذا نقول: من عقيدتنا أننا نثبت أن لله وجهاً حقيقة، ونأخذه من قوله:] ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [، ونقول بأن هذا الوجه لا يماثل أوجه المخلوقين، لقوله تعالى:] ليس كمثله شيء [[الشورى: 11]، ونجهل كيفية هذا الوجه، لقوله تعالى:] ولا يحيطون به علماً [[طه: 110].
¥