تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما كونها لا تفني فإن عنى بذلك أن كل شئ لا يفني بذاته فهذا أيضا خطأ وليس بثواب؛ لأن كل شئ موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من مخلوقات ما لا يفني بإرادة الله فهذا حق، فالجنة لا تفني وما فيها من نعيم لا يفني، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون. لكن هذه الكلمة المطلقة (ليس المادة لها أصل في الوجود وليس لها أصل في البقاء) هذه على إطلاقها الكلمة إلحادية فتقول المادة مخلوقة من عدم، وكل شئ سوى الله فالأصل فيه العدم.

أما مسألة الفناء تقدم للتفصيل فيها. والله الموفق.

86 - سئل فضيلة الشيخ: ما حكم قول (شاءت قدرة الله)، وإذا كان الجواب بعدمه فلماذا؟ مع أن الصفة تتبع موصوفها، والصفة لا تنفعك عن ذات الله؟.

فأجاب قائلا: لا يصح أن نقول (شاءت قدرة الله)؛ لأن المشيئة إرادة والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة للشائي ولكننا نقول: اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله كما نقول هذا خلق الله، وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.

وأما قول السائل (إن الصفة تتبع الموصوف) فنقول: نعم، وكونها تابعة للموصوف تدل على أنه لا يمكن أن نسند إليها شئ يستقل به الموصوف، فهي دارجة على لسان كثير من الناس، يقول شاءت قدرة الله كذا وكذا، شاء القدر كذا وكذا، وهذا لا يجوز؛ لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر.

87 - سئل فضيلة الشيخ: عن هذه العبارة: (ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا)؟.

فأجاب قائلا: يقول النص: (ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا)، ويعنون ما توقعت وما ظننت أن يكون هكذا، وليس المعنى ما صدقت أن الله يفعل لعجزه عنه مثلا، فالمعنى أنه ما كان يقع في ذهنه هذا الأمر، هذا هو المراد بهذا التعبير، فالمعنى أذن صحيح لكن اللفظ فيها إيهام، وعلى هذا يكون تنجب هذا اللفظ أحسن لأنه موهم، ولكن التحريم صعب أن نقول حرام مع وضوح المعنى أنه لا يقصد به إلا ذلك.

88 - سئل فضيلة الشيخ: عن قول الآنيان إذا شاهد جنازة: (من المتوفي) بالياء؟.

فأجاب بقوله: الأحسن أ ن يقال من المتوفى وإذا قال من المتوفي؟ فلها معنى في اللغة العربية، لأن هذا الرجل توفى حياته وأنهاها.

89 - سئل فضيلة الشيخ: عن قول (إن فلان له المثل الأعلى)؟.

فأجاب بقوله: هذا لا يجوز على سبيل الإطلاق، إلا لله – سبحانه وتعالى -، فهو الذي له المثل الأعلى، وإما إذا قال: (فلان كان المثل الأعلى في كذا وكذا) وقيده فهذا لا بأس به.

90 - سئل فضيلة الشيخ: ما حكم قوله (دفن في مثواه الأخير)؟.

فأجاب قائلا: قول القائل (دفن في مثواه الأخير) حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شئ له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شئ، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شئ عندهم، أما المسلم فليس آخر شئ عنده القبر قد سمع إعرابي رجلا يقرأ قوله – تعالى::) أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) ((1). وقال: " والله ما الزائر بمقيم " لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح:

لهذا يجب تجنب هذه العبارة ولا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة.

91 - وسئل عن قول: (مسيجيد، مصحيف)؟.

فأجاب قائلا: الأولى أن يقال المسجد والمصحف بلفظ التكبير لا التصغير، لأنه قد يوهم الاستهانة به.

92 - سئل فضيلة الشيخ: عن إطلاق المسيحية على النصرانية؟ والمسيحي على النصراني؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير