تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)} .. سورة البقرة 259 ..

وجه الكرامة: أن الله أمات هذا الرجل مئة عام ثم بعثه .. وهذا خرقا للعادة .. فالمعلوم من سنن الله الكونية أن الذي يموت لا يرجع حيا إلى الدنيا حتى يبعث يوم القيامة، قال تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)} .. سورة يس 31 .. فهذه سنة الله في الكون أن من يموت لا يرجع إليها ..

* استطراد جانبي: ذكر ابن كثير أن هذا الرجل هو:

- العزيز، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة والحسن والسدي.

- وقيل أنه أرميا بن حلقيا .. وهو اسم للخضر عليه السلام.

- وقيل هو رجل من بني اسرائيل.

--- --- --- --- --- --- --- ---

قال ابن كثيررحمه الله في تفسيره:

وذكر غير واحد أنه مات وهو ابن أربعينسنه، فبعثه الله وهو كذلك، وكان له ابن فبلغ من السن مائة وعشرين سنة، وبلغ ابنابنه تسعين وكان الجد شابا وابنه وابن ابنه شيخان كبيران قد بلغا الهرم، وأنشدني به بعض الشعراء:

واسوَدّ رأس شابمن قبل ابنه ... ومن قبله ابن ابنه فهو أكبر

يرى أنه شيخا يدب على عصا ... ولحيتهسوداء والرأس أشعر

وما لابنه حبل ولا فضل قوة ... يقوم كما يمشي الصغير فيعثر

وعمرابنه أربعون أمرها ... ولابن ابنه في الناس تسعين غبر

--- --- --- --- --- --- --- ---

وقال ابن كثير رحمه الله أيضا:

{قال أعْلَمُ أن الله على كل شئ قدير} .. أي: أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانًا فأنا أعلم أهل زماني بذلك.

وقرء آخرون {قالاعْلمْ أن الله على كل شئ قدير} .. على أنه أمر له بالعلم.

ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[25 - 07 - 10, 02:41 ص]ـ

* ومن باب اثراء موضوع احياء الموتى .. فقد ذكر الشيخ الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة وزاده رفعة في الدنيا والآخرة في كتابه المبارك صغير الحجم كثير الفائدة والمنفعة: شرح أصول الإيمان .. أن من أحياهم الله بعد الموت في الدنيا:

(1) قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)} .. سورة البقرة آية 55 و 56 ..

* ولكن والعلم عند الله أن هذه الحادثة لا تعتبر كرامة!!

(2) وقال تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)} .. سورة البقرة آية 72 و 73 ..

* هذه لا تعتبر كرامة .. لأنها كانت معجزة وآية لنبي الله موسى عليه السلام .. فهي خارجة عن موضوعنا .. !!

(3) وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)} .. سورة البقرة 243 ..

* خرج قوم من ديارهم فرارا من الموت -قيل لطاعون ألم بقريتهم- وكانت أعدادهم ألوفاً .. فأماتهم الله ثم أحياهم .. وكذلك ليست كرامة.!!

(4) وقال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ...... } .. سورة البقرة 259 ..

* وهذه مرت معنا بالمشاركة السابقة.

(5) وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)} .. سورة البقرة 260 ..

* وهذه الآية ليس فيها كرامة .. وإنما معجزة لسيد الأنبياء إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل السلام وأتم التسليم ..

* إنما نقلت هذا لتتم الآيات فيمن أماته الله سبحانه وتعالى ثم بعثه .. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير