ج. إذا أصيبوا بمصيبة بما قدمت أيديهم جاؤوا يحلفون أنهم ما أرادوا إلا الإحسان والتوفيق كحال من يرفض أحكام الإسلام ويحكم بالقوانين المخالفة لها زعما منه أن ذلك هو الإحسان الموافق لأحوال العصر
أقسم الله جل وعلا بربوبيته لرسوله صلى الله عليه وسلم والتي هي أخص أنواع الربوبية أنه لا يصح الإيمان إلا بثلاثة أمور:
أ. أن يكون التحاكم في كل نزاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ب. أن تنشرح الصدور لحكمه ولا يكون في النفوس حرج وضيق منه
ج. أن يحصل التسليم بقبول ما حكم به وتنفيذه دون توان أو انحراف
2. بالكفر والظلم والفسق: المائدة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة
الأقرب هو أن هذه الأوصاف تتنزل على الموصوفين بها بحسب الحامل لهم على عدم الحكم بما أنزل الله:
أ. من لم يحكم بما أنزل الله استخفافا به أو احتقارا أو اعتقادا أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق أو مثله فهو كافر كفرا مخرجا من الملة، ومن هؤلاء من يضعون تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجا يسير عليه الناس فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه
ب. من حكم بغير ما أنزل الله وهو لم يستخف بشرع الله ولم يحتقره ولم يعتقد أن غيره أصلح منه فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم
ج. من حكم بغير ما أنزل الله محاباة للمحكوم له أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم
قال شيخ الإسلام فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أنهم على قسمين:
1. أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ويعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا
2. أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب
وهناك فرق بين المسائل التي تعتبر تشريعا عاما والمسألة المعينة التي يحكم فيها القاضي بغير ما أنزل الله لأن المسائل التي تعتبر تشريعا عاما لا يتأتى فيها التقسيم السابق وإنما هي من القسم الأول فقط لأن هذا المشرع تشريعا عاما يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد كما سبقت الإشارة إليه
الراجح هو كفر تارك الصلاة
والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 04:08 ص]ـ
جزاك الله خيرًا وكتب الله أجرك .. عمل رائع
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[30 - 07 - 10, 10:58 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 02:56 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك كل خير
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[31 - 07 - 10, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخوة على دعواتكم الطيبة.
ـ[عمر بن عبدالله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[30 - 09 - 10, 09:06 م]ـ
وإياكم أخي عمر.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:20 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
ورحم الله شيخنا وجزاه عنا خير الجزاء
ـ[أيمن صارم]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:36 م]ـ
رحم الله شيخنا العثيمين
و جزاك الله خيرا
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا محمد ورحم الامام العلامة ابن عثيمين ..
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
وجعلني الله وإياكم من أهل اليمين.