[هل يصح أن يقال إن بعض القرآن أفضل من بعض ? قال الشيخ وليد السعيدان ..]
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 06:52 ص]ـ
هل يصح أن يقال إن بعض القرآن أفضل من بعض؟ وضح ذلك بالأدلة؟
قال الشيخ العلامة وليد السعيدان حفظه الله:
ج/ هذا السؤال مجمل وقد تقرر في أجوبة كثيرة أن اللفظ المجمل يحتاج إلى تفصيل فنقول: لا يتفاضل باعتبار المتكلم به، لأن المتكلم به هو الله تعالى، فالقرآن كله حروفه ومعانيه من الله تعالى، من الفاتحة إلى الناس فالمتكلم به واحد، فهو بهذا الاعتبار لا يتفاضل لأن التفاضل إنما يكون بين شيئين أو أكثر فيقال: هذا أفضل من هذا، والذي تكلم بالقرآن هو الله تعالى وهو واحد في ذاته وصفاته جل وعلا، وإن كان المقصود بالتفاضل أي باعتبار دلالة الكلام وما يحمله من المعاني العظيمة فهو بهذا الاعتبار يتفاضل، فإذاً نقول: هنا اعتباران: فأما باعتبار المتكلم به فلا تفاضل وأما باعتبار دلالته ومعانيه فإنه يتفاضل وعلى ذلك وردت الأدلة، فقد روى النسائي من حديث أنسٍ رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل، ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال فتلا عليه (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) وسنده صحيح.
وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله تعالى (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم) (لأنفال: من الآية24) ((ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد (ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) رواه البخاري وغيره، وعن أبيُّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا المنذر أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال يا أبا المنذر أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قال فضرب في صدري وقال " والله ليهنك العلم أبا المنذر " رواه مسلم في صحيحه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ (قل هو الله أحد) يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن) رواه البخاري وغيره، وقال الشيخ تقي الدين: والصواب الذي عليه جمهور السلف والأئمة أن بعض كلام الله أفضل من بعض كما دل عليه الشرع والعقل أهـ وهو ما نعتقده بقلوبنا وننطقه بألسنتنا والله أعلم.
ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:51 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
وللفائدة قال الشيخ عبد العزيز الطريفي حفظه الله وزاده رفعة في الدنيا والآخرة، أن القرآن يتفاضل أيضا باعتبار الأجر فبعض السور أجر قرائتها أفضل من غيرها كسورة الصمد مثلاً ..
وذكر الشيخ بتأصيله المعروف لماذا أنكر بعض الأئمة المتقدمين كالإمام مالك وغيره عليه رحمة الله تفاضل الآيّ والسور وأين محل النزاع ..
وقد ذكر الشيخ الطريفي حفظه الله هذا الكلام في مطلع محاضرة -فضائل الآيات والسور- المحاضرة الأولى. وهذه رابط المحاضرتين http://www.alukah.net/Web/alterefy/10581/22854/ (http://www.alukah.net/Web/alterefy/10581/22854/)
أسأل الله أن ييسر لي الوقت لكي ألخص هاتين المحاضرتين بعد رمضان على هذا الملتقى المبارك .. ففيهما من التأصيل والعلم النافع والفائدة ما الله به عليم .. وأنصح جميع طلاب العلم بلا استثناء بالاستماع إلى المحاضرتين ..
وصلى الله وسلم وبارم على نبينا محمد ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:43 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أنس على هذه المشاركة الطيبة النافعة، نفع الله بك ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:39 ص]ـ
المسألة مرتبطة بالعقيدة، والقول بعدم التفاضل هو قول بعض أهل البدع ..
فالذين يقولون إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم ليس لهم إلا أن يقولوا بعدم التفاضل، وبأنه سواء، فهو معنى واحد لا يتجزأ.