تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن الذي أشرت إليه أن الخلل في طريقته يخل بأصل ما يدعو إليه لا بكماله، فالذي يصلي وتبطل صلاته لا نقول إنه يثاب بقدر ما صلي فقط ..

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:17 م]ـ

شيخنا الأزهري السلفي بارك الله فيه

هناك فرق بين أن ندعو إنسانا إلى الإسلام فيسلم، فلا نقول إنه يجب على من دعاه أن يعلمه شرائع الإسلام وجوبا عينيا على نفس الداعي، وإن كان لا شك أنه من الأولى في حقه أنه إذا أقنعه بأصل الإسلام وهو التوحيد والرسالة، فإنه يجمل به أن يعلمه أن للإسلام والإيمان أركانا، أو لا أقل أن يرشده إلى طريق معرفة ذلك، لأن الداعية ليس رسولا ولا نبيا ينبغي أن يبلغ كل الوحي أو القدر المجزئ منه للمبلغ، وقد كنا ندعو بعض الناس من النصارى وغيرهم إلى الإسلام، ولما كان أحدهم يسلم كنا نفعل ما ذكر ...

أما أن يجوز الداعية لنفسه كتم ذلك عن الإنسان، فهذا مسألة أخرى ـ كما أشرتم ـ، ففوق أن هذا خلاف الهدي النبوي في الدعوة، وعمل الدعاة، فإن فيه فتنة لهؤلاء المسلمين الجدد، وتعريضهم للفتنة في دينهم والارتداد إذا علموا أركانا لم يكونوا يعلمونها، والدليل أن الداعية هذا يرى جواز ذلك (وهو حجزهم عن العلم بأركان الإسلام) أنه كان يكفيه أن يعلمهم إجمالا أن للإسلام أركانا، ولو أن يخبرهم بتعلمها مع أنفسهم فقط، لكان هذا له أعذر من أن يعتقد أنه بتعلمهم الشهادة والصلاة إنجاء من النار خيرا من أن يدعوهم لما يدخلهم الفردوس!

وكما ذكرتم شيخنا أنه إن كان يرى أن إدخال الكافر الإسلام خير من تعليمه الإيمان الواجب، فأنت عليم شيخنا الكريم أن الإدخال في الإسلام وإن كان يعصم ذلك المسلم من أحكام الكفار، لكن هل يديم له تلك العصمة؟ يجب أن يتم ذلك العاصم بعد أن شرع فيه بالشهادتين، فإن علم بعض الناس الشهادتين فقط كما ذكر الأخ، فأين الإسلام الذي تعلمه الرجل، مجرد إيمان بالتوحيد والرسالة! بلا امتثال أو إيمان بالأركان ...

لذلك شيخنا العبارة التي لونتها بالأحمر من كلامي، الله أعلم في تحققها في المدعوين لذلك الداعية أم لا، وهذا خطر عظيم، لأن الصورة التي نقلها السائل أن الداعية يكتم هذا الأمر، فلا يذكره لهؤلاء لأنه يرى أن إنجاءهم من النار خير من تحصيلهم الفردوس، فلو قال لهم بعد الشهادة أنتم الآن مسلمون، وذلك الإسلام هو تسليم لله والرسول، وهذا يقتضي منكم طاعة ذلك الرسول فيما أبلغ عن الله من الأركان والواجبات والابتعاد عن المحرمات ويجب أن تتعلموها، فهذه صورة لم نتكلم عنه ولم يذكرها السائل، بل هو يعلمهم أن هذا هو الإسلام، التوحيد والرسالة، كأننا في زمن الفترة!

والذي ينتج على تلك الأنواع من مناهج الدعوة التي ليست على طريق سوي هو ظهور تلك (الإسلامات) في أمريكا، فمثل ذلك المدعو الله أعلم بحاله قد يصير قاديانيا أو بهائيا أو قرآنيا أو من الجماعات الإسلامية الأمريكية الموجودة هناك والتي تناقض الإسلام، فياشيخنا الجليل هناك فرق بين من يدخل الكافر إلى الإسلام متلبسا بظلم أو بدعة فيصيره أشعريا أو صوفياأو حتى شيعيا، مادام في إطار الإسلام العام فهو خير من الكفر (كما يقول شيخ الإسلام في كلام له)، وبين ألا يعلمه الإسلام أصلا، فيبقى الإسلام عنده مجرد اعتقاد رسالة شخص عربي اسمه محمد، فلا يعلم ماهو ذلك الدين أصلا ..

ومعروف أن هناك اتجاهات كثيرة تعتقد أن النبي رسول من الله، ولا يخرجهم هذا عن حد الكفر، لأن إنشاء الشهادتين لمجرد الإخبار عن العلم الباطن ليس دخولا في الإسلام، مالم يشتمل العقد على إنشاء الإسلام والتزامه في الجملة ...

فالذي ظهر لي ـ مع سابقة مني في دعوة غير المسلمين للإسلام وشهود عشرات الحالات من الإسلام بعد نقاشات مباشرة ومساهمات ـ أن هذا المنحى خطر أيما خطر في الدعوة.

والله المستعان

الحمد لله وحده ...

حفظ الله الشيخ الفاضل ..

كتبت المشاركة الأخيرة ثم رأيت كلامك هذا.

والعارف حجة على الجاهل، ومن ذاق عرف.

وأنت تخبر عن شيء تعلمه، وكافحته بنفسك، أما أنا فلست مثلك ..

===

والذي تفطنتُ إليه حتى قبل أن أرى هذا الكلام الأخير لك، ثم ازددت يقينا به: أنك تعتمد على كون هذا الداعي المسئول عنه لا يعتني سوى بإنطاق الكفرة بلفظي الشهادة .. ثم (قد) يزيد عليها تعليمهم الصلاة، ويتعمد بعد ذلك أن يخفي عنهم باقي الأركان والواجبات والشرائع طمعًا في دخولهم الإسلام.

أما أنا فاعتمدتُ - وصرحتُ به - على كونه يدعوهم إلى كلمة التوحيد ويعلمهم الصلاة، ويعلمهم معنى كلمة التوحيد ولو إجمالا ..

فيتعلمون منه أنه عبيد، وأن في رقابهم قيودًا يجب عليهم السعي لتعلمها ومن ثم القيام بحقوقها.

===

فأما إن كان الحال هو الأول؛ فقد أشكل حاله عليّ الآن.

أو بالأحرى: أقطع بأنه على غير الهدي النبوي، وأخشى من القطع بضلاله دون مراعاة الحال التي تعيشها الدعوة، خاصة دعوة غير المسلمين.

والمسألة عندي وعلى حسب فهمي نازلة من الكبار، ليس لي فيها نصيب.

حفظكم الله وزادكم توفيقًا وسدادًا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير