تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.

الأكل هو الثمرة فحصل من الشجرة أمور ثلاثة:

-الرسوخ في الأرض طلبا للثبات.

-الارتفاع في العلو طلبا للنقاء والشرف.

-الإثمار وهو المقصود من كل شجرة.

وجمعت الشجرة من جهة أخرى بين القيمتين:

-قيمة الجمال.

-وقيمة المنفعة.

وحصل لها من جهة ثالثة امتدادان:

-امتداد وملأ للمكان فهي تصل الأرض بالسماء.

-امتداد وملأ للزمان فهي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

5 - وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار.

نقف قليلا عند التحليل الصوتي لكلمة" اجْتُثَّتْ" فهي من أعجب كلمات القرآن من هذه الجهة.

هذه الكلمة تدل على المعنى وتحكيه في وقت واحد .. وأقصد بالحكاية أن جرسها وتعاقب أصواتها في العبارة مماثل لتعاقب الأصوات في المعبر عنه أي في الخارج.

لنبدأ بالمشهد السمعي:

فالأصوات التي يمكن أن تصدر عن شجرة مقتلعة هي:

-نمط صوتي أول يتشكل من انفصال الخشب بعضه عن بعض عند تمزق الجذور وانخلاعها من الأرض.

-نمط صوتي ثان يتشكل من احتكاك الفروع والأوراق بالهواء عند هوي جثة الشجرة.

-نمط صوتي أخير هو صوت ارتطام الشجرة بالأرض.

والآن تعالوا نرهف السمع لجرس كلمة "اجتثت"

هي مكونة من ثلاثة مقاطع:

-أج.

-تث.

-ثت.

المقطع الاول ينتهي بالجيم وهو صوت تكراري"

أججج.

المقطع الثاني ينتهي بالثاء وهو تكراري أيض يمكن نطقه:

تثثثث.

لكن المقطع الاخير ينتهي بالتاء وهو صوت انفجاري لا يمكن تكراره:

ثت.

ولو نطقنا الكلمة بتأن لسمعنا شيئا شبيها ب:"أجججججتثثثثثت."

لو طابقنا الآن بين المقاطع الثلاث للكلمة والحالات الصوتية للشجرة المجتثة لوجدنا تماثلا معجزا:

أججج: تصوير لصوت الخشب المتكسروهو صوت متكرر على مراحل.

تثثثث: تصوير لحفيف الشجرة وهي مائلة في سقوطها ويمكن تكرار حرف الثاء موازاة لتكرار صوت الهواء المحتك بالشجرة.

ثت: صوت ختامي يوحي بارتطام الشجرة بالأرض الصلبة ... وقد نقلته التاء الساكنة بدقة.

6 - تقابلت الشجرتان على أكثر من وجه:

-فالشجرة الطيبة سماوية والخبيثة أرضية

-الشجرة الطيبة عمودية –حية- والخبيثة أفقية-ميتة-

-الشجرة الطيبة نافعة تؤتي ثمارها كل حين والشجرة الخبيثة ضارة فمن أهون شرورها أنها تعترض سبيل الناس.

-مستقر الشجرة الطيبة الجنة (تفتحت لها السماء) ومآل الشجرة الخبيثة النار (ماذا سيفعل الناس بشجرة مجثوثة إن لم يكن الحرق بالنار)

هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:03 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذه النكت والعيون البدائع ونفعك الله بها وغيرك

ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[22 - 09 - 07, 01:27 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا اخي على ما قدمت من خير نفع الله بها وكتب لك اجرها

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير