تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلمانية هي أيديولوجيا تشجع المدنية والمواطنة وترفض الدين كمرجع رئيسي للحياة السياسية، ويمكن أيضا اعتبارها مذهبا يتجه إلى أنّ الأمور الحياتية للبشر، وخصوصا السياسية منها، يجب أن تكون مرتكزة على ما هو مادي ملموس وليس على ما هو غيبي، وترى أنّ الأمور الحياتية يجب أن تتحرر من النفوذ الديني، ولا تعطي ميزات لدين معين على غيره، على العكس من المرجعيات الدينية تعتمد على ما تعتقده حقائق مطلقة أو قوانين إلهية لا يجوز التشكيك في صحتها أو مخالفتها مهما كان الأمر. وتُفسّر العلمانية من الناحية الفلسفية أن الحياة تستمر بشكل أفضل ومن الممكن الاستمتاع بها بإيجابية عندما نستثني الدين". ولا أحسب بعد كل هذه التعريفات المأخوذة من عدد من أهم المعاجم والموسوعات الأجنبية إلا أن يكون باب المِرَاء فى هذا الموضوع قد أُغْلِق بالضبة والمفتاح إلى الأبد.

ومن مزاعم أبو زيد المضحكة إنكاره القاطع أن يكون كارل ماركس ملحدا أو دعا يوما إلى الإلحاد، وادعاؤه أن كل ما فعله ماركس هو حملته على التأويل الرجعى للدين. ترى هل هذا الذى يقوله أبو زيد صحيح؟ لم يبق إلا أن يقول إنه كان يصلى التراويح فى مسجد السيدة زينب، ويعلق فى رقبته مسبحه ويمشى فى الشوارع يتطوح وهو يقول: صل على النبى فى قلبك يا مؤمن! لنسمع ماركس يتحدث بنفسه فى هذا الموضوع. ولسوف أنقل هنا حرفيا نص ما وجدته فى " Encyclopedia of Marxism" تحت عنوان " Religion"، وهو منقول عن كتاب " Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Law" لماركس ذاته:" The basis of religious criticism is: Man makes religion, religion does not make man. Religion is the self-consciousness and self-esteem of man who has either not yet found himself or has already lost himself again. But man is no abstract being encamped outside the world. Man is the world of man, the state, society. This state, this society, produce religion, an inverted world-consciousness, because they are an inverted world. Religion is the general theory of that world, its encyclopaedic compendium, its logic in a popular form, its spiritualistic point d'honneur, its enthusiasm, its moral sanction, its solemn complement, its universal source of consolation and justification. It is the fantastic realisation of the human essence because the human essence has no true reality. The struggle against religion is therefore indirectly a fight against the world of which religion is the spiritual aroma. Religious distress is at the same time the expression of real distress and also the protest against real distress. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, just as it is the spirit of spiritless conditions. It is the opium of the people. To abolish religion as the illusory happiness of the people is to demand their real happiness. The demand to give up illusions about the existing state of affairs is the demand to give up a state of affairs which needs illusions. The criticism of religion is therefore in embryo the criticism of the vale of tears, the halo of which is religion".

وكانت العقيدة الرسمية للاتحاد السوفييتى والدول الشيوعية هى الإلحاد حتى لقد كانوا يدرّسونه فى المدارس كما ندرّس نحن مادة التربية الدينية فى بلادنا، ويحاربون الأديان حربا شعواء، وبخاصة الإسلام. فكيف ينكر الدكتور نصر ما هو معلوم من التاريخ بالضرورة؟ أم إنه العناد والمماراة رغبة فى العناد والمماراة، والسلام؟ أذكر أننى سمعت منذ سنوات طويلة بعض زملائى ممن كانوا يعرفون أبو زيد عن قرب يصفونه بأنه مغرم بالجدال غراما عجيبا، وأنه على استعداد لقضاء الليل كله يجادلك فى أى شىء تحدثه فيه، لا يلين ولا يلتقط أنفاسه، حبا فى الجدال لوجه الجدال. ولكى تكتمل الصورة هأنذا أنقل ما كتبته "الويكيبيديا" عن وضع الإسلام تحت حكم السوفييت، وعنوانه: "الإسلام في الاتحاد السوفيتي"، حتى يتضح الأمر على حقيقته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير