[القصيدة الامية في العقيدة الإسلامية]
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:37 ص]ـ
ببسمِ اللهِ أبدأُ في المقالِ
وحمدٍ دائمٍ للهِ تالٍ
وصلّى اللهُ تغشى كلُّ حينٍ
رسولَ اللهِ معْ صحبٍ وآلٍ
وبعدُ فإنني حاولتُ نظماً
توسّط بين بسطٍ واختزالٍ
وفيه عقيدةُ الأسلافِ تجلى
يفوقُ بحسنِهِ (بدءَ الأمالي)
وأسألُ ربَّنا الإخلاصِ فيه
وذخراً لي يكون لدى المآلِ
وذا آن الشروع فربي عونا
فما لي قوةٌ في ذاك ما لي
فتوحيدُ الإلهِ به نجاةٌ
وأولُ واجبٍ في الامتثالِ
وقُلْ قسمانِ للتوحيدِ فيه
دليلُ الوحيِ جاءَ بلا جدالٍ
فتوحيد العبادة فيه قسمٌ
وتوحيدٌ بوصفٍ والفعالِ
فمن ربٌّ تفرّدَ غيرُ ربِّي
بخلقٍ والتملكِ والنوالِ
وجودُ الربِّ حتمٌ دلَّ عقلٌ
وحسٌّ والجبلةُ في الخوالي
وتوحيدُ الأسامي والصفاتِ
بنفيِ النقصِ معْ عزوِ الكمالِ
ومحضُ النفيِ لا يحوي ثناءً
كذا التفصيلُ في نفيِ الخلالِ
بأوصافِ الكمالِ الربُّ أولى
ونفيٌ للنقائصِ كالكلالِ
وهذا البابُ ليس به غموضٌ
فإخفاءٌ الصفاتِ من المحالِ
وإثباتٌ ونفيٌ قُلْ بنصٍّ
وما للعقلِ فيه من مجالٍ
وأسماءٌ وأوصافٌ حينَ تعزى
لأشياءٍ فلا شبهٌ بحالٍ
وقولٌ في الصفاتِ كقولِ بعضٍ
وقولُ الذاتِ نهجُ الاعتدالِ
ومعنى الوصفِ مفهومٌ لدينا
وأما الكيفُ لم يخطرْ ببالٍ
وظاهرُ نصِّ أوصافٍ مرادٌ
فلا عن ما تبادرَ من زوالٍ
وما يُعزى له خبرٌ ووصفٌ
واسمٌ للكمالِ بلا احتمالٍ
وأسماءُ الإلهِ أتتْك حسنى
على الأعلامِ دلتْ والخصالِ
واسمٌ للمسمى دون ريبٍ
وفصّلْ في المرادِ من المقالِ
وما الأسماءُ قد حُصرتْ بعدٍّ
فـ"لا أحصي" دليلٌ فيه جالٍ
دليلُ الوصفِ تصريحٌ واسمٌ
ونفيُ الضدِّ أو ذكرُ الفعالِ
وأوصافٌ لذاتٍ أو لفعلٍ
وإما للجلالِ أو الجمالِ
فنثبتُ للإلهِ صفاتَ حقٍّ
كوجهٍ واليدين بلا شمالٍ
له عرشٌ يليق به تعالى
وفوقَ العرشِ ربُّ الكونِ عالٍ
فأكثرْ من مديحِ الربِّ طراً
فإن المدحَ عند اللهِ غالٍ
من الإلحادِ حاذرْ وانأ عنه
فكم أردى كثيراً في وبالٍ
كتحريفٍ وتعطيلٍ وكيفٍ
وتفويضٍ وضربٍ للمثالِ
وجهمٌ ضلَّ حتى قالَ ربي
عن الأسماءِ والأوصافِ خالٍ
يضاهي شيخَ فلسفةٍ أرسطو
لديه الربُّ علةُ ذو اعتلالٍ
فعند الفيلسوفِ وجودُ ربي
وجودٌ ليس إلا في الخيالِ
وأهلُ الكُتْبِ والكفارُ قالوا
بجهلٍ وافتراءٍ ذو عيالٍ
ببضعِ صفاتِ ربي قالَ قومٌ
واسماً دون وصفٍ ذو اعتزالٍ
بتوحيدِ العبادةِ بعثُ رُسْلٍ
فلاقوا أهلَ شركٍ بالقتالِ
على الإخلاص للرحمن يُبنى
وقفوِ المصطفى من خيرِ آلٍ
شهادةُ لا إلهَ سواه رباً
حوته بغير ربك لا تبالي
شرائُطها ثمانيةٌ قبولٌ
وعلمٌ واليقينُ وصدقُ حالٍ
وإخلاصٌ وحبٌّ وانقيادٌ
وثامنٌها لندِّ الله قَالِ
فلا تصرفْ لغيرِ اللهِ قربى
وأخلصْ في التوسلِ والسؤالِ
وحبٌّ والرجا للهِ حقٌّ
وخفْهُ وعادِ في اللهِ ووالِ
ولا تصرفْ عبادته لقبرٍ
فما يغني رميمٌ عنك بالٍ
فلا مَلَكَاً نُألّهُ أو رسولاً
تعالى عن نديدٍ ذو المحالِ
ولا تذبحْ لغيرِ اللهِ شيئاً
ولا تحلفْ بعمٍ أو بخالٍ
وشركٌ مَنْ تطيّرَ دون ريبٍ
فابدلْ بالتطيّرِ حسنُ فألٍ
وحاذرْ من رقى الشيطانِ واقطعْ
تمائمَ في اليدين أو القذالِ
بفعلٍ صالحٍ لا تبغِ دنيا
وحاذرْ أن ترائيَ في ابتهالٍ
وسحرٌ والكهانةُ ذانِ كفرٌ
وإتيانٌ للعرّافٌ ذي ضلالٍ
وقولٌ بالنجومِ بأمرِ غيبٌ
فشركٌ والمنجِّمُ ذو خبال
وتصويرٌ لذي روحٍ يضاهي
صنيعَ الربِّ جلَّ عن المثالِ
وشركٌ منه أصغرُ أو كبيرٌ
مثالُ صغيره تسميعُ تالٍ
وأكبره تساوي الله نداً
تعالى عن نديدٍ ذو الجلال
وشركٌ منه خافٍ أو جليٌّ
وشركٌ بالفعالِ أو المقالِ
وخلّ الابتداعَ كمن يبادر
لميلادِ الرسولِ باحتفالِ
وإحداثٌ يكون بفعلِ قربى
بغيرِ الشرعِ أو تركِ الحلالِ
لغيرِ ثلاثةٍ قد جاءَ نهيٌ
عن المختارِ في شدِّ الرحالِ
وفي بابِ التوكلِ عنه يُروى
توكّلْ ثم قيّدْ بالعقالِ
غلوٌ في الأفاضلِ بابُ شرٍّ
فكم ضلَّ الطريقةِ من يغالي
وبالأقدارِ نؤمنُ ليس شيءٌ
عن التقديرِ من ذي العرشِ خالٍ
وأركانُ القضا علمٌ وكَتْبٌ
مشيئتُه وخلقٌ بالتوالي
وبالملكِ الكرامِ نقرُّ حقاً
كرعدٍ والموكَّلِ بالجبالِ
لهم عملٌ وأسماءٌ ووصفٌ
ومن نورٍ براهم ذو الجلالِ
ونؤمنُ بالكتابِ كلامِ ربي
فكم يحوي الجواهر والآلي
وبالرسل الكرام نقرُّ حقاً
ذوي الفضلِ المجلّى والأثالِ
وما عبدٌ يُرى فيهم وأنثى
فهم أهلُ القرى ومن الرجالِ
وقد عصموا من الزلات طراً
وآخرهم محمدُ ذو الكمالِ
ونؤمنُ بالمعادِ فكلُّ عبدٍ
عن الدنيا الدنيةِ في ارتحالٍ
وكأس الموتِ كلٌّ سوف يُسقى
ومنه ليس يُنجى باحتيالٍ
وروحُ العبدِ لا تفنى ولكن
تموتُ وموتُها بالانفصالِ
وبعدَ الموتِ قبرٌ فيه يأتي
ملائكةٌ غلاظٌ بالسؤالِ
وقبرُ ذو نعيمٍ أو عذابٍ
يسألُ فيه عن عمرٍ ومالٍ
بأشراطِ القيامةِ لا ارتيابٌ
ونفخُ الصورِ إيذانُ انتقالٍ
وبعثُ الناسِ يومَ الجمعِ حقُّ
وحشرُ الناسِ بعد البعثِ تالٍ
بأرض الحشر موقفهم طويلٌ
هم الغرلُ الحفاةُ بلا نعالٍ
وحوضُ المصطفى قد طابَ ورداً
وماءَ الحوض ِأحلى من زلالٍ
ويشفعُ في الأنامِ رسولُ ربي
فأحمدُ للمحامدِ ذو ارتجالٍ
حسابٌ ثم ميزانٌ وكتْبٌ
تطايرُ باليمينِ أو الشمالِ
وموعدُنا المرورُ على صراطٍ
فناجٍ أو لحرِّ النارِ صالٍ
فإما جنةٌ فيها نعيمٌ
وإما في الجحيمِ وفي النكالِ
لآلِ البيتِ والأصحابِ حقٌّ
وبالمعروفِ طاعةُ كلِّ والٍ
ونؤمن بالكرامة من ولي
تقي ليس من أهل الضلال
ودعْ عنك الكلامَ وكلَّ رأيٍ
وفلسفةَ ابن سينا والغزالي
وهذا آخرُ المقصودِ مما
نظمتُ فصارَ نظماً كاللآلي
فحمداً للإلهِ مِعْ صلاةً
على المختارِ أحمدَ والمُوالي
¥