تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطوال هذه المدة كنت أنتظر من يتحدث عن صالح عمله فإذا هي أعمال بسيطة يقوم بها الأغلبية إلى أن انتبهت إلى العامل الآسيوي بالمسجد فوجدته يبكي بحرقة ..

سألته: ما يبكيك؟ قال: هذا الرجل المتوفى كان رجلا طيبا جدا وكانت رجله هي أول رجل تطأ أرض المسجد وآخر رجل تودعها يوميا ..

فكان هذا ما أبحث عنه "ورجل قلبه معلق بالمساجد"

وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31

الحمد لله رب العلمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد

ذكر الشيخ الدويش قصة فقال كان

شخص يسير بسيارته سيراً عادياً , وتعطلت سيارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة. ترجّل من سيارته لإصلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة السليمة. جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة.

يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره. عندما حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقول , ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي .. سبحان الله لا تقول هذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وت**رت عظامه .. بل هو على ما يبدو على مشارف الموت.

استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة. أحسست أن رعشة سرت في جسدي وبين أضلعي. فجأة سكت ذلك الصوت .. التفت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأسه قفزت إلي الخلف .. لمست يده .. قلبه .. أنفاسه. لا شيء فارق الحياة.

نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني .. أخفيتها عن زميلي .. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات .. انطلق زميلي في بكاء .. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف .. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر.

وصلنا المستشفى .. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل .. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم .. أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه .. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه. اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى .. كان المتحدث أخوه .. قال عنه .. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية .. كان يتفقد الأرامل والأيتام ..

والمساكين .. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية .. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين .. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها .. وكان يرد على من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق .. إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته .. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية .. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها ..

من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..

استقبل أول أيام الآخرة .. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا

وقد نقل الأخ هجرس هذه القصة.

قال في مساء يوم الخميس الماضي وبينما كنت مع أحد أقاربي .... رن هاتفه الجوال وخرج من المجلس ... وأثناء المكالمة لاحظت تغير وجهه وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ..... ورجع إلي وهو يقول ... مات رائد الغامدي مات رائد الغامدي وبعد ان ذكر لي القصة .. تهلل وجهي بالفرح ... وقلت والله من كانت هذه خاتمته فلا يبكى عليه ... بل يفرح له ... واعتبر قصته هذه من أعجب القصص التي سمعتها شخصيا.

إليكم قصته العجيبة والتي حدثت قبل خمسة أيام فقط:

رائد بن محمد بن جعفر الغامدي

من مواليد الطائف يبلغ من العمر 29 عاما

عرف بحسن الأخلاق وبشاشة الوجه والدين وكل ما تتخيله في الشخص المثالي

الأخ الفقيد الذي توفي في جبل الهدا بالطائف

كانت القصة حزينة أبكت الجميع حتى من لم يعرفه من قبل

وكانت أحداث القصة كالتالي

في يوم الخميس التاسع من رمضان 1425 الساعة الخامسة مساءا في منتصف جبل الهدا - طريق الطائف - مكة المكرمة

كانت تهطل الأمطار بغزارة على مدينة الطائف في هذه الأوقات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير