تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان ما استشكله بعض الافاضل من كلمة الامام القرطبي]

ـ[احمد جاويش]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:03 ص]ـ

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما عبده المصطفى.

وبعد.

دار نقاش حول بعض الافاضل من طلبة العلم سواء في هذا المنتدى المبارك وخارجه، حول قول

الامام القرطبي _ رحمه الله_:في كتابه (الأسنى)

(أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ـ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار،

أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذاجملة

مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ما تقدم).

فذهب بعض الافاضل الى القول بأنه قال هذا تقية لما كان في عصره من غلبة الأشاعرة.

كما قال السفاريني _رحمه الله_: ولعله إنما خاف من دسائس الحساد ودسائس أهل الزيغ

والفساد وإفتراء ذوي البدع والإلحاد والله تعالى الموفق "

والبعض يرى أنها جرأة منه، كما قال ذلك أحد أعضاء المنتدى الافاضل.

والذي يظهر والعلم عند الله:

أن القرطبي _رحمه الله _ لم يفعل هذا ولا ذاك.

بل كما هو معلوم أن علماء الأشاعرة ينقسمون إلى قسمين:

مؤولة، ومفوضة

ويرون أن التفويض مذهب السلف وهو أسلم، والتأويل مذهب الخلف وأنه أعلم وأحكم

ويرون أن السلف كقوم معهم سلاح ولا يوجد من يقاتلونه به، والخلف جاءهم العدو فاضطروا إلى

استعمال السلاح لرد العدوان. كما قال الأشعري في اللمع.

ولا يخفى أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، كما لا يخفى بطلان قول الأشاعرة

في الصفات بقسميهم المفوضة والمؤولة،

ولكن ليس المقام مقام رد على هذا القول.

وبذا يظهر أن قول القرطبي (أظهر الأقوال ـ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره ... ).

يعني به أنه لا يقول بالتفويض الذي عليه السلف، وإنما يذهب الى التأويل الذي عليه الخلاف

فليست تقية ولا تخطئة لمذهب السلف. والله أعلم

وأنتظر من الافاضل التعليق على ما ذكرت، أن كان ثمة خطا يرونه.

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 11 - 10, 09:28 م]ـ

الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:

أولاً: جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل أحمد جاويش على هذا الطرح.

ثانياً: في ظني أن كلام الإمام القرطبي رحمه الله تعالى واضح! لا يحتاج إلى من يؤله بل هو كما ذكرت بارك الله فيك: أنه يرى التأويل، والله تعالى أعلم، وأيضا قوله:" هذاجملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ما تقدم " هذا الكلام يذكره كثير من الأشاعرة، وفي ظني أن ذكرهم لهذا الكلام فيه أمران:

الأول: إيهام العامة بكلامهم أنه كلام السلف الصالح الذين يتوسم بهم العامة خيرا.

الثاني: اعتقادهم أن أئمتهم هم أئمة السلف وأما ما عداهم فهم ليسوا من أهل السنة والجماعة - السلف الصالح -، وهذا في رأيي فيه ضرر وغرر كبير كثير على العامة، نسأل الله العافية.

والله أعلم.

وجزاكم الله خيرا على طرحكم الموفق وننتظر منكم المزيد.

محبكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير