أخي الفاضل اليزن قرر علماء السنة أنه لا شيء يذهب إلى العدم، وأن الله يخلق الأشياء من شيء موجودٍ مسبقًا
لكن بين كلام أهل السنة والفيزائيين الملاحدة فروقٌ كثيرة:
من أهمها أنه الله هو الخالق وأن الله قادر على خلق مخلوق من العدم وعلى إهلاك مخلوق حتى لا يوجد ويذهب هباءً
أما الملاحدة فلا يؤمنون بخالق ولا معبود مألوهٍ ونظريتهم معروفة لديك قطعًا
وغيرها كثير ..
أهل السنة يقولون إن الله خلق السموات والأرض من دخان (وهو ليس غبارًا كونيًّا)، وخلق فيها التراب والماء، وخلق آدم من تربتها، وذرية آدم يخلقون من نطفة الرجل وماء المرأة، وإذا مات الآدمي استحال ترابًا، إلا عجب الذنب ...
وإذا جاء يوم القيامة بدل الله الأرض غير الأرض، ولم يعدمها ثم يوجد أخرى بل هو تبديلٌ، وللفائدة فإنه الرجيم الجهم بن صفوان هو القائل بأن الله يعدم الأرض ثم يخلقها وجودًا ثانٍ
وقد ذكر هذا الكلام شيخ الإسلام بن تيمية في تفصيل أكثر وبيان أنصع
عمومًا الفرق بين المسلمين والملاحدة فيمن هو الخالق المستحق للعبادة؟ فقولهم ليس مردودًا بإطلاق، ولكن ينبغي أن يفهم منشأ قولهم ومغزاه، وأصل قول المسلمين ومبناه، والفروق بينهما
ثم انتبه أخي الفاضل لمصطلحاتهم ومعناها، ولا تقسها باصطلاحات المسلمين حتى تتبين معناها أيضًا؛ حتى لا يقع اللبس
واعلم أن أغلب الرادين على نظريات الملاحدة إما شرعيين لم يفهموا كلام الملاحدة أو ناس فهموا كلام الملاحدة ولم يعرفوا كلام أهل العلم والدراية، فهم يردون حمية من غير علم أصيل ومنهج قويم، وأنصح بردود شيخ الإسلام وابن القيم عليهم؛ فإن أغلب هذه النظريات قديم جدا، وليس عصريا كما يظن كثير من الناس
فكلامهم في العدم والإيجاد قديم، وكذلك كلامهم في الجوهر الفرد (الذرة)، وخلق الله للسموات والأرض كله قديم، بل ودوران الأرض حول الشمس، وكروية الأرض!
والكتاب والسنة لم يتركا شيئا من هذه الأمور إلا بيناها
والله أعلم
حبذا لو وافيتنا بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية بتفصيله .. كما أنك ذكرت أن "قرر علماء السنة " فمن تقصد .. حبذا لو أطردت الشرح و التأصيل بارك الله فيك و جزاك خيرًا
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:49 م]ـ
كان الله ولاشيء معه
يعني لاسماء ولا أرض ولا دخان ولا غبار ولا غيره
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:54 م]ـ
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1329
يمكن الاطلاع على هذا الرابط
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[12 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
و الله حبذا من الأخ أبو علي المزيد من التوضيح .. يبدو أن الموضوع أخذ بعدًا أعمق مما كنت أظن
و جزاك الله خيرًا أخي ناصر
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:30 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
المسألة المبحوث فيها هي: (الاستحداث والفناء)؛ ولذلك لا بُدَّ من تبيان معنى الاستحداث والفناء عند المسلمين، ثمَّ معنى الاستحداث والفناء عند الملحدين.
أوَّلًا: الاستحداث والفناء عند المسلمين:
1 - قرَّر شيخ ُ الإسلام رحمه الله تعالى أنَّ الإحداث يكون من مادة مخلوقةٍ، والفناءَ هو الاستحالة إلى مادةٍ مخلوقة، (والقرآن يدلُّ على أن العالم يَستحيلُ من حالٍ إلى حالٍ، فتَنشَقُّ السماءُ فتَصير وردةً كالدِّهان، وتُسَيَّرُ الجبالُ وتُبَسُّ بَسًّا، وتُدَكُّ الأرضُ، وتُسَجَّرُ البحارُ، وتنكدرُ النجومُ وتتناثَر، وغير ذلك مما أخبر الله به في القرآن، لم يُخبِر بأنه يُعدِمُ كلَّ شيء، بل أخبارُه المستفيضةُ بأنه لا يُعدِمُ الموجوداتِ)
وقوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) أخبر فيه بفناءِ مَن على الأرض فقط، والفناءُ يُرادُ به الموتُ ولا يُرادُ به عَدَمُ ذَواتِهم. هذا ملخَّص كلامه رحمه اللهُ بتصرُّفٍ، وسيأتي كاملًا إن شاء الله تعالى.
2 - معنى كون الشَّيء معدومًا أي أنَّه غير موجودٍ أصلًا، لا أنَّهُ وُجد ثم عُدم، فإنَّ هذا ليس مقصودًا، فإنَّ العدم زمانٌ سابقٌ على الوجود وليس لاحقًا لهُ.
ثُمَّ كلًّ مخلوقٍ لا يكون إلَّا محدثًا مسبوقًا بالعدم.
¥