تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[آيات قرآنية وأخرى شيطانية والفرق بينها]

ـ[الأستاذ يحيى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 01:16 ص]ـ

آيات قرآنية وآيات شيطانية ولاحظ الفرق ...

البداية والنهاية [جزء 6 - صفحة 326]

ولما قدمت وفود بني حنيفة (أهل اليمامة من أرض نجد) على الصديق رضي الله عنه قال لهم أسمعونا شيئا من قرآن مسيلمة فقالوا أوتعفينا يا خليفة رسول الله فقال لا بد من ذلك فقالوا كان يقول:

(((الفيل وما أدراك مالفيل له زلقوم طويل))) هذه الآيات الشيطانية يمثلها بم اأنزل الله عز وجل في محكم التنزيل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ... إلخ الآيات)

ومن الآيات الشيطانية التي أوحتها الشياطين لمسيلمة:

(((يا ضفدع بنت الضفدعين نقي كما تنقين لا الماء تكدرين

ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء وذنبك في الطين)))

هذه الآيات الشيطانية يمثلها بماأنزل الله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى

{والتين والزيتون ... الخ الآيات)

وكان يقول (((والمبذرات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما

إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر رفيقكم فامنعوه والمعتر فآووه والناعي فواسوه)))

يمثل ذلك بسورة الذاريات تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً

وذكروا أشياء من هذه الخرافات التي يأنف من قولها الصبيان وهم يلعبون وكان يقول (((والليل الدامس والذئب الهامس ما قطعت أسد من رطب ولا يابس لقد أنعم الله على الحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وحشى)))

يمثلها بسورة الليل والضحى

وقد أورد أبو بكر ابن الباقلاني رحمه الله في كتابه إعجاز القرآن أشياء من كلام هؤلاء الجهلة المتنبئين كمسيلمة وطليحة والأسود وسجاح وغيرهم مما يدل على ضعف عقولهم وعقول من اتبعهم على ضلالهم ومحالهم وقد روينا عن عمرو بن العاص أنه

وفد الى مسيلمة في ايام جاهليته فقال له مسيلمة ماذا أنزل على صاحبكم في هذا الحين فقال له عمرو لقد أنزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال وما هي قال أنزل عليه

(والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) قال ففكر مسيلمة ساعة ثم رفع رأسه فقال ولقد أنزل على مثلها فقال له عمرو وما هي فقال مسيلمة: (ياوبر ياوبر إنما أنت ايراد وصدر وسائرك حفر نقر) ثم قال كيف ترى يا عمرو فقال له عمرو:

والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب

ملاحظات: من يسمع الوحي (كلام الله تعالى) من لسان محمد صلى الله عليه وسلم ويسمع وحي الشيطان ماينطق به مسيلمة الكذاب يجد فرقاً وبوناً شاسعاً كبيراً

فماينطق به محمد هو الحق مصدقاً لما بين يديه (وما ينطق به عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) ماسمعه بشر إلا وأرعى له سمعه وخشع له قلبه وتأثرت به جوارحه

ماسمعه أحد من الخلق بشراً كان أو جنياً إلا وتعجب من فصاحة بيانه وبلاغةكلامه وعجائب معانية (قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً .. )

ومامن مخلوق سمع القرآن إلا وصدقّه بقلبه وإن كفر بظاهره كما قال تعالى:

(قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)

وذكر محمد بن إسحاق عن الزهري في قصة أبي جهل حين جاء يستمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الليل هو وأبو سفيان صخر بن حرب والأخنس بن شريق ولا يشعر أحد منهم بالاخر فاستمعوها إلى الصباح فلما هجم الصبح تفرقوا فجمعتهم الطريق فقال كل منهم للاخر: ما جاء بك؟ فذكر له ما جاء به ثم تعاهدوا أن لا يعودوا لما يخافون من علم شباب قريش بهم لئلا يفتتنوا بمجيئهم فلما كانت الليلة الثانية جاء كل منهم ظنا أن صاحبيه لا يجيئان لما سبق من العهود فلما أصبحوا جمعتهم الطريق فتلاوموا ثم تعاهدوا أن لا يعودوا فلما كانت الليلة الثالثة جاؤوا أيضا فلما أصبحوا تعاهدوا أن لا يعودوا لمثلها ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال: يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال الأخنس: وأنا والذي حلفت به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ماذا سمعت؟ قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه قال: فقام عنه الأخنس وتركه

وروى ابن جرير من طريق أسباط عن السدي في قوله {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} لما كان يوم بدر قال الأخنس بن شريق لبني زهرة: يا بني زهرة إن محمدا ابن أختكم فأنتم أحق من ذب عن ابن أخته فإنه إن كان نبيا لم تقاتلوه اليوم وإن كان كاذبا كنتم أحق من كف عن ابن أخته قفوا حتى ألقى أبا الحكم فإن غلب محمد رجعتم سالمين وإن غلب محمد فإن قومكم لم يصنعوا بكم شيئا ـ فيومئذ سمي الأخنس وكان اسمه أبي ـ فالتقى الأخنس وأبو جهل فخلا الأخنس بأبي جهل فقال: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هاهنا من قريش غيري وغيرك يستمع كلامنا؟ فقال أبو جهل: ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله:

{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}

وقوله تعالى (وكفروا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً .. )

وأما كلام مسيلمة ومن مثله من إدعى النبوة وأوحت له الشياطين بزخارف القول فإننا نجد في مايقولون الكذب والبهتان والإفتراء

مع ركاكة المعاني وسخافة القول وحقارة منطقها ومُنطقها

وصلى الله على سيدنا محمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير