بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
تعود مقولة (لا شيء يخلق ولا شيء يفنى والكل يتحول) إلى الكيميائي الفرنسي لافوازيه الذي عاش في القرن الثامن عشر
وبصياغة أخرى كان القانون الذي استقرأه من التجارب والظواهر الطبيعية هو:
قانون بقاء الكتلة وينص على أن أوزان مادتين كيميائيتين منفصلتين توازي وزن المادة الجديدة الناتجة من اتحادهما
تطور هذا القانون ليشمل الطاقة المختزنة في الروابط الكيميائية وليصبح قانون انحفاظ الكتلة والطاقة في الجملة المعزولة
هذا القانون يصح في أغلب الأحوال الطبيعية الملموسة التي تحيط بالبشر
ولكن التجربة وتطور العلم أثبتا أن من الممكن تحول جزء صغير من الكتلة إلى طاقة هائلة وأن الطاقة نفسها مختزنة داخل الذرات - مما جعل القانون السابق محدوداً ومشروطاً بتوافر الظروف الطبيعية المعتادة في الأرض التي يعتادها الإنسان خلال فترة حياته (مائة سنة) أو خلال مجمل الحياة البشرية منذ فجر التاريخ - ولكنه لا ينطبق بهذه البساطة في حالة وجود ظروف مختلفة كالتفاعلات الذرية والنووية التي تحصل في نواة الشمس وفي مراكز النجوم - بل هناك حاجة إلى قوانين أخرى لفهم أعمق وحسابات أدق مبنية في غالبها على التوقع والاستقراء الفيزيائي المبني بدوره على مقدار محدود من التجارب بسبب حاجة تلك التجارب إلى مراكز أبحاث ضخمة وعالية التكاليف مثل مسرع سيرن في أوروبا ومسرع ستانفورد في أمريكا
أدى ذلك إلى ظهور ما يسمى بقانون الكم وهو يحاول أن يشمل التفاعلات الذرية وسلوك المكونات والجسيمات الصغيرة التي تبنى منها الذرات ونوى الذرات
على كل حال لا يمكن للإنسان أن يحكم بصحة هذا القانون من خلال مراقبته لمحيطه فقط أثناء فترة عمره القصير أو عمر البشرية القصير الذي لم ير فيه شيء يخلق من العدم فقد ولد كل منا في هذه الدنيا ووجد كل شيء مخلوقاً وتام الصفات
وقد أدت محدودية علم الفيزيائيين ومراقبتهم لسرعة تحول وتغير الكون في الوقت الحالي والظروف الحالية وقياسهم على ذلك التوقع كم يحتاج الكون حتى يوجد من العدم وافتراضهم أنه لم توجد ظروف ومؤثرات أخرى أثرت في تشكل الكون (أو خلقه) أدت كلها إلى توقع فترات زمنية هائلة يحتاجها الكون والأرض والشمس حتى تتكون بشكلها الحالي فقالوا: 15 مليار من السنين
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً) - وذلك عن إبليس وذريته - فكيف ببعض بني آدم من المتعالمين
بالعودة إلى القانون المذكور فهو يصح بالنسبة إلى ما نراه حولنا وما تعودنا عليه خلال حياتنا وهو يقيد الظواهر الطبيعية المحيطة بنا ولكنه لا يقيد قدرة الخالق سبحانه وتعالى فتلك قدرة لا تحيط بها افهامنا
وقد قال الله سبحانه وتعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم