تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يدخل مؤمن النار؟]

ـ[أبو محروس]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:00 ص]ـ

[هل يدخل مؤمن النار؟]

ذهبت بعض المتكلمين: إلى إن من المؤمنين من يدخل النار لكن لا يخلدون فيها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من النار من قال: " لا إله إلا الله " ... ))، الحديث.

وأجيب عليهم: بأن هذا خبر ظني لا تثبت بمثله أصل في الدين (لأن أصول الدين لا تثبت إلا بأمر يقيني لأنها أمور يقينية: اتفاقا).

ثم هو من المتشابه المعارض للمحكم، فقد قال الله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى}، {أَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا} [هود: 106، 107]!

فوجب تأويل هذا المتشابه: يخرج من في النار: أي من على الصراط الذي في النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... )) الحديث.

فالمؤمنون متباينون في كيفية عبورهم الصراط لتباين أعمالهم، فمنهم: من يمر كالبرق، ومنهم: ومن يمر الريح، ومنهم: من يمر الطير، والنبي عليه السلام قائم على الصراط يقول: ((رب سلم، سلم))، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا.

قال الله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]

فالنار لا يدخلها مؤمن بعد مشيئة الله إلا ورودا: على الصحيح.

فما رأيكم؟

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 03:11 م]ـ

مؤلف هذا الكلام إما جهمي من غلاة المرجئة، أو خارجي.

وقد ثبتت نصوص كثيرة في دخول بعض المسلمين وعصاة الموحدين النار، وحكى أهل السنة الإجماع على وجوب إنفاذ الوعيد في جنس العصاة ولو قل.

والتفريق بين ما يفيد القطع وما يفيد الظن بزعم الكاتب هو طريقة المبتدعة، وهو خلاف ما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، والمحققين من أهل العلم.

وما استدل به من آيات ـ لكونها هي المحكم كما قال تحكما ومصادرة ـ فهي معارضة ـ على طريقته هو ـ بالآيات الأخر التي فيها الوعيد بالنار على جملة من الكبائر، وغفران الذنوب جميعها ماعدا الشرك وتعلقه بالمشيئة، وتعلقه بالمشيئة دال على إمكان حصوله من عدمه، ويقع حصول المغفرة من عدمها بضميمة الأدلة على دخول بعض العصاة النار ونجاة بعضهم.

والله أعلم

ـ[أبو محروس]ــــــــ[11 - 09 - 10, 08:28 م]ـ

أخي الكريم .. فماذا تقول في حديث: ((إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ... )

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:22 م]ـ

هذا فيمن يدخل الجنة من المؤمنين الذين لا يدخلون النار، فهذا آخر من يدخل الجنة ابتداء من عصاة الموحدين، الذين عملهم دون المجتازين على الصراط بسرعة.

أما من يدخل النار من عصاة الموحدين فهم ممن يسقطون من على الصراط في النار أصلا فلا يجتازونه إلى الجنة، وهذا لأن المشركين لا يمرون على الصراط أساسا، فالمارون تتفاوت سرعاتهم كما في الأحاديث بحسب أعمالهم وموازينهم، ومنهم من يسقط، وهذا الساقط من العصاة أيضا، فظهر بذلك أن المار ببطء ومنهم الحديث المذكور هو من الذين لم يسقطوا، فتكون آخريته إضافية وليست مطلقة ومعناها آخر من يدخل الجنة ابتداء بلا دخول في النار، وأما الجهنميون فلهم الأحاديث الأخرى التي تدل على دخولهم، وفيها حديث صحيح مسلم في آخر أهل النار خروجا منها وهو من المؤمنين قطعا، فذلك هو الذي آخريته مطلقة.

والله أعلم

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 10:48 م]ـ

[هل يدخل مؤمن النار؟]

ذهبت بعض المتكلمين: إلى إن من المؤمنين من يدخل النار لكن لا يخلدون فيها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من النار من قال: " لا إله إلا الله " ... ))، الحديث.

هذا مذهب أهل الحديث.

ـ[أبو محروس]ــــــــ[12 - 09 - 10, 06:22 ص]ـ

أخي الكريم (عمرو بسيوني) .. أنت أولت هذا النص وهو أول ذاك النص، فلا فرق بينكما إلا أن تأويلك لا يتوافق مع ظاهر الآيات وتأويله يتوافق مع ظاهر الآيات.

ومن تلك الآيات، قال الله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (حصر وإثبات ونفي)، {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} (عام، فينبغي أن يكون كل من ألقي في النار: مكذبا).

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]

: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}، {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا}، {مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

فعصاة الموحدين:إما أن يكون مع الكفار كما ذهب إليه بعض المتكلمين (من الوعيدية)، وإما أن يكون مع المؤمنين كما زعم بعض المتكلمين (من المرجئة).

فأي القولين أولى بالأخذ به، قولك الذي لا يتوافق مع ظاهر الآيات أم قوله الذي يتوافق مع ظاهر الآيات؟!

قال الله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [لقمان: 21]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير