وبما يتعلّق بالاستعانة برحمة الله، فقد وجدتُ هذه الإجابة للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - على سؤال قريبٍ من الذي سألتُ،
وقد اتّضح الأمر عندي بعد قراءته وقراءة كلام الشيخ العثمين -رحمه الله -:
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا حيّ يا قيوم برحمتك أستغيث".
فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "برحمتك أستغيث "
هذا من قبيل التوسل، لا من قبيل دعاء الصّفة،
مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة:
"أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك". صحيح البخاري (1166).
ومثل الاستعاذة بالصّفة، قوله صلى الله عليه وسلم:
"أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك". صحيح مسلم (486).
وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات". صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع.
وأما دعاء الصّفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمةَ الله، يا عزّةَ الله، يا قوّةَ الله!
تقتضي أن الصّفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة،
وليس شيء منها إله يُدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو. والله أعلم.
الخلاصة:
1 - لا يجوز دعاء الصّفة، لأنه يقتضي أن الصّفة مستقلة منفصلة عن الذّات تسمع وتجيب، وهو كفر كما قال شيخ الإسلام.
2 - يجوز ويشرع سؤال الله بصفة من صفاته،
قال شيخ الإسلام: (وَالِاسْتِغَاثَةُ بِرَحْمَتِهِ اسْتِغَاثَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ كَمَا أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بِصِفَاتِهِ اسْتِعَاذَةٌ بِهِ فِي الْحَقِيقَةِ)
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم.
وهل يدخل في هذا "الاستغاثة والاستعاذة إذا كانت بأسماء الله لا بصفاته "؟!
لأني وبعد أن قرأتُ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - الذي في الاقتباس؛ تبادر إلى ذهني
دعاءُ النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:
يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث؟!
وكذا قوله: أعوذُ بقدرةِ الله وعزّته؟!
وكلُّها صفات، لا أسماء!
فمن يزيلُ الإشكال عندي؟
جزيتم خيرا.
فالاسماء تدعى -بضم التاء- والصفات يدعى بها -بضم الياء-
لو فهمتي هذا الكلام لما حصل عندكي الاشكال
الاسماء تدعى لقوله* ولله الاسماء الحسنى * وهذا خبر يتعلق بالتوحيد العلمي وقوله *فادعوه بها * وهذا من باب الانشاء والطلب وهو تقرير لتوحيد العبادة
فهي دالة على ان توحيد العبادة الذي يشمل دعاء المسالة ودعاء العبادة يقوم على توحيد الاسماء والصفات فبين الله طريق المؤمنين في هذه الاية انهم يثبتون الاسماء ثم يدعونه بها وبين طريق الملحدين انهم ينحرفون في الاثبات والعبادة
هذا لاتمام الفائدة
ومعنى القول والصفات يدعى بها -بضم الياء- اي انك تتوسل الى الله بصفاته التي تتضمن الغاية في الكمال وهذا ما جاء في الاحاديث ولم ياتي دعاء الصفة استقلالا
والله اعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 09:53 م]ـ
أجوبة واضحة صريحة تزيل اللبس و الغبش , ومشاركات نافعة , بارك الله في الجميع
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 11:28 م]ـ
فإذا طبقنا هذه الضوابط على الاسم "المستعان" نجدها أنه لم يرد في القرآن إلا مقيداً (والله المستعان على ما تصفون) أي أنه اختل فيه الضابط الأخير، وجاء في السنة: (وأنت المستعان) ولكنه حديث ضعيف أي أنه اختل فيه الضابط الأول وهو كون الاسم ورد في النصوص الصحيحة.
وقد ورد كذلك مطلقاً في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ـ الذي في الصحيح ـ أن عثمان رضي الله عنه قال: " الله المستعان " وهو رضي الله عنه قال ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل وقريباً منه صلوات الله عليه.
ـ[محمد البيومي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 09:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
أما بعد.
إسم الله المستعان لم يرد في القراءن أو السنة النبوية إلا مقيداً. .ولم يرد مطلقاً
ورد في القراءن في موضعين:
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) سورة يوسف
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) سورة الأنبياء
وقد يعتقد البعض أنّه ورد مطلقاً في الببخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما قال له النّبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان رضي الله عنه:
افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَان.
والأمر ليس كذلك لأن المقصود هو طلب عثمان رضي الله عنه الإستعانة والصبر على إنجاز مقتضى الوعد أخذاً من قول يعقوب عليه السلام والله المستعان
ولذلك شك أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في قول عثمان رضي الله عنه هل قال: الله المستعان أم طلب الصبر من الله؟ ففي رواية مسلم عنه أنّه قال: (
افْتَحْ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُونُ». قَالَ فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ - قَالَ - فَفَتَحْتُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ - قَالَ - وَقُلْتُ الَّذِى قَالَ فَقَالَ اللَّهُمَّ صَبْرًا أَوِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.) وفي رواية الإمام أحمد: (
اللهم صبرا وعلى الله التكلان)
نقلاً عن كتاب أصول العقيدة - د. محمود عبدالرازق الرضواني - الجزء الثاني صفحة 1020
هذا والله أعلى وأعلم.
¥