تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعوة إلى التخلق بأخلاق الله!]

ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 11:35 م]ـ

يدعو بعض المتكلمين إلى التخلق بأخلاق الله تعالى؛ ويستدلون على ذلك بحديث تخلقوا بأخلاق الله،ويبدو أن الدافع الأساس لهذه الدعوة هو التأثير الفلسفي لااتباع الحديث؛ لأن هؤلاء المتكلمين لايقبلون حديث الآحاد حتى لو كان في الصحيح فضلا عن حديث كهذا لايعرف له أصل في شيئ من كتب السنة! وبقطع النظر عن الدوافع والمقاصد فإن الدعوة إلى التخلق بأخلاق الله تعالى لها محملان: -

أحدهما: محمل صحيح؛ وهو اتصاف العبد بما يناسبه من صفات الله تعالى؛ كالعلم والرحمة والحكمة ونظائرها؛ كما في حديث {إن الله طيب لايقبل إلى طيبا} وحديث {إن الله جميل يحب الجمال}.

وتقييد الصفات بمايناسب العبد يخرج الصفات التي لايجوز للعبد الاتصاف بها؛ كالألوهية والكبر والجبروت! فإن هذه خاصة بالرب لايجوز أن يشاركه فيها أحد إدعاء كما أنه لاشريك له فيها حقيقة!

والثاني: محمل فاسد؛ وهو محاولة الاتصاف بكل صفات الله تعالى؛ بناء على القاعدة الفلسفية الشهيرة غاية الحكمة ونهاية الكمال الانساني التشبه بالإله على قدر الطاقة!! وهذه المحاولة تعم حتى الصفات المختصة بالله تعالى؛ كالتأله مثلا؛ بل إنني أكاد أجزم أنهم إنما يقصدون هذا الضرب من الصفات؛ لأنهم من أكبر أهل التعطيل؛ فغاية أحدهم أن يكون ندا لله تعالى لاعبدا له! وهذا سر الفلسفة الحقيقي؛ ولهذا تجد مقصد أحدهم بعد الموت أن يكون من جنس العقول العشرة التي تخيلوها؛ بريئا من المادة وعلائقها! وهذا هو المعاد الروحاني الذي دانت به الفلاسفة خلافا لجميع المسلمين!

والغريب ولاغريب من المتكلمين أن صاحب الدعوة إلى التخلق بأخلاق الإله هو نفسه الذي كفر الفلاسفة بالقول بالمعاد الروحاني! وهذا يحقق ما قاله عنه ابن طفيل من أنه يربط في موضع ويحل في آخر ويكفر بأشياء ثم ينتحلها!

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 12:32 ص]ـ

وهي فكرة يونانية قديمة كان أول من قال بها أفلاطون في محاورة ((تيتاتوس)).

ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[12 - 09 - 10, 01:30 ص]ـ

ذكر صاحب المناهي اللفظيه العلامة بكر أبو زيد أن هذه لفظة قبيحة

ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 10:53 ص]ـ

مبارك شيخنا الشيخ الدكتور عيسى حيث ما كنت

وفوائدك كالغيث حيثما وقع نفع

لاعدمناك ولا عدمنا هذه الدرر من يراعك

ولدي استفسار لو تكرمتم بالجواب عليه

من هو صاحب هذه الدعوة المذكور؟

أهو منظر فكر المتكلمين الرازي؟

ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 03:28 م]ـ

أشكرك أخ عادل على مشاعرك وحسن ظنك وليس الشخص المذكور هوالرازي وإنما هو شخص آخر قبله رأيت عدم التصريح باسمه لأنه تراجع عن علم الكلام كله وأقبل على طريقة أهل السنة ولكن بقيت الفكرة حية بين المتكلمين إلى اليوم

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:44 م]ـ

و كتب لطف الله خوجه مبحثا نفيسا عن تلك النقطة تحديدا في رسالته (الإنسان الكامل في الفكر الصوفي)

في (ثانيا: الحلول والاتحاد والوحدة) ص 105 وما بعدها.

فليراجع لنفاسته.

ـ[أبو عمار الأذرعي]ــــــــ[14 - 09 - 10, 01:47 م]ـ

الأخ عيسى: ألا ترى أنك في تأويلك هذا لتلك المقولة حلّقت بعيدا وتمحّلت فيها؟

أنت إنما دخلت إلى المسألة بمفهوم مسبق ثم وجدت عبارة مناسبة محتملة فقمت بمحاولة إسقاط تبدو غريبة في نظري، والله أعلم

وأنا أتفق معك في كون من أراد بهذه العبارة فهو مبطل

ولا شك في أن قضية الكمال الإنساني الفلسفية بالمعنى الذي ذكرته كفر

وإنما أخالفك في الربط بين هذه العبارة وهذه القضية.

وتقبل فائق احترامي ..

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 02:49 م]ـ

عفوا أخي الأذرعي ..

يبدو أنك بعيد عن هذا الشأن ـ التصوف وعلاقته بالفلسفات القديمة، ومفهوم الكمال الصوفي عامة ـ، وإلا فما ذكره الأخ الفاضل الكاتب معروف مشتهر ذائع في كتب القوم، بل وغير القوم من المتكلمين ...

يقول الجرجاني في التعريفات ـ وهذا على سبيل المثال لا الحصر ـ في تعريف الفلسفة:

(الفلسفة التشبه بالإله بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة الأبدية كما أمر الصادق في قوله تخلقوا بأخلاق الله أي تشبهوا به في الإحاطة بالمعلومات والتجرد عن الجسمانيات)

فالربط بين هذا المفهوم الكمالي الكفري بتلك المقولة معروف مشهور، وللصوفية في تعريف الكمال الإنساني عبارات مشابهة تماما لذلك، وأن غرض الصوفي الأكمل الفناء في الحق ـ بالمعنى الوجودي لا الشهودي ـ وأن هذا مصداق للحديث المذكور.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير