وقد اختلف اهل العلم في ايهما افضل عائشة ام خديجة فرجح البعض كون خديجة افضل ورجح اخرون كون عائشة رضي الله عنها افضل وبعضهم توقف كالذهبي رحمه الله تعالى وان كان ظاهر حديث البخاري يفيد انها افضل النساء على الاطلاق وهذا الذي اعتقده الى الان ان عائشة رضي الله عنها افضل النساء على الاطلاق مع ما في نفسي من تفضيلها على فاطمة سيدة نساء العالمين وعلى خديجة رضي الله عنها.
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله لما ذكر حديث البخاري ان فضل عائشة على النساء .. قال: وهذا يدل على انها افضل النساء مطلقا ولكن ليست افضل من فاطمة باعتبار النسب لان فاطمة بلا شك اشرف من عائشة نسبا, واما المنزلة فان عائشة رضي الله عنها لها من الفضائل العظيمة ما لم يدركه احد غيرها من النساء.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
8 - ان جبريل اقراها السلام كما في حديث الذي رواه الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة هذا جبريلُ يقرأُ عليك السلام .. قالت: قلتُ: وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاتُةُ .. ترى ما لا نرى
فهذه فضيلة عظيمة ان يسلم عليها جبريل عليه السلام.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
9 - ان الله عظم شأنها وسمى قذفها افكا وبهتانا عظيما وسبح نسفه عزوجل عند ذكر قذفها وانزل الله برائتها في كتابه يُتلى الى يوم القيامة قال الله تعالى: إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين، ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم، إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم)
واجمع اهل العلم على كفر من قذفها بعدما برأها رب السماء والارض لقوله تعالى: يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) ابدا وهذا دليل على انها لا يجوز قذفها بعد ذلك ابدا وان الله علم الا تقع في ذلك رضي الله عنها وقد نقل غير واحد الاجماع على كفر من قذفها قال القاضي ابو يعلى رحمه الله تعالى: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية و الأربعون: براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس و غيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، و هذا إكرام من الله تعالى لهم. شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117 - 118).
قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم}، قال: أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن. تفسير القرآن العظيم (5/ 76)
وكذا قال غير واحد من اهل العلم.
والذي عليه اهل العلم ان الله عصم نساء نبيه صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الفاحشة اي الزنى وقذف زوجة النبي واتهامها بالزنى ذلك امر يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
¥