تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} أي: في الحرمة والاحترام، والإكرام والتوقير والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع. اهـ

وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ في "شرح رياض الصالحين" (1/ 400):

فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ليست أما لي فليس من المؤمنين، لأن الله تعالى قال:

{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أما للمؤمنين فهو ليس بمؤمن، لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وعجباً لهؤلاء يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحب أحداً من نسائه مثل ما يحبها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: ((يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا فمن الرجال؟ قال: أبوها أبو بكر)) وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها وهي أقرب نساء الرسول إليه، فكيف يقال: إن هؤلاء يحبون الرسول، وكيف يقال: إن هؤلاء يحبون آل الرسول، ولكنها دعاوي كاذبة، لا أساس لها من الصحة، فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته، ولهم حق. اهـ

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكذبه ويهينه ويذله ويخزيه ويحقره ويفضحه بين الخلق جميعاً فيشهد لها ـ رضي الله عنه ـ بالإيمان وصحته، وأنها معه في الجنة، وزوجة له فيها كما كانت زوجة له في الدنيا، فيقول للصديقة الكريمة العفيفة أم عبد الله عائشة ـ رضي الله عنها ـ:

((أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قلت: بلى والله، قال: فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة)) أخرجه الحاكم 6729) وابن حبان (7095).

وصححه:

الحاكم وابن حبان والذهبي والألباني وغيرهم.

وهذا الطيب المطيب عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ يكذبه ويهينه ويخزيه بين أصحاب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فيقول لهم مقسماً بالله:

((ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة)) رواه البخاري (7100).

وهذا حبر الأمة وفقيهها، عالم أهل بيت النبوة عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنه وعن ابيه ـ يكذبه ويهينه ويخزيه فيقول للصديقة الكريمة عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين اشتكت:

((يا أم المؤمنين تقدمين على فرَط صدقٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر)) رواه البخاري (3771).

قال السندي ـ رحمه الله ـ في "حاشيته على صحيح البخاري" (2/ 124):

والمعنى أنه صلى الله عليه وسلّم وأبا بكر قد سبقاك، وأنت تلحقينهما، وقد هيآ لك المنزل في الجنة فافرحي بذلك. اهـ

وقال عبد الله بن عبيد ـ رحمه الله ـ:

((استأذن ابن عباس على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه فأبت أن تأذن له، فلم يزل بها حتى أذنت له، فسمعها وهي تقول: أعوذ بالله من النار، قال: يا أم المؤمنين إن الله عز وجل قد أعاذك من النار، كنت أول امرأة نزل عذرها من السماء)) أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1636).

وقال محققه الشيخ وصي الله عباس:

إسناده صحيح. اهـ

الأذية الثانية / رميه لعرضه وزوجه الصديقة العفيفة الشريفة الزكية الطيبة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في عرضها المصون الطاهر.

حيث قال ـ أخزاه الله ـ:

[أأذكر مجونها وفسقها الذي سودت به التاريخ، أأذكر كيف كانت تتسكع في الطرقات].

وقال ـ أهلكه الله ـ:

[على فرض سببنا عائشة وحفصة هاتين المرأتين الخائنتين].

وقال ـ أذله الله ـ:

[كانت تخرج متبرجة، ونقلت لكم في محاضرة سابقة أنها حين كانت تذهب إلى الحج كانت تتبرج].

وقال ـ قبحه الله ـ:

[سيدة نساء أهل النار، المدانة من فوق سبع سماوات عائشة الحميراء بنت أبي بكر لعنة الله عليهما].

وقال ـ أهانه الله ـ في موضع آخر:

[وآيات الإفك إنما نزلت في ذمها وإدانتها لا في تبرئتها].

قلت:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير