وكذبه وأهانه وأخزاه وأذله وأسقطه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال للصديقة العفيفة الطاهرة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
((يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك)) رواه البخاري (4473) ومسلم (2770).
وكذبه وأهانه وأخزاه حبر الأمة وفقيهها، عالم أهل بيت النبوة عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ حيث قال ابن أبي مليكة:
((استأذن ابن عباس قبل موتها على عائشة وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثني علي، فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، فقال: كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكراً غيرك، ونزل عذرك من السماء، ودخل ابن الزبير خلافه فقالت: دخل ابن عباس فأثنى علي، ووددت أني كنت نسياً منسياً)) رواه البخاري (4753).
وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1639) بلفظ:
((كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن ليحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات، فليس في الأرض مسجد إلا هو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار ... فوالله إنك لمباركة، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا، فوالله لوددت لو أني كنت نسياً منسياً)).
وقال محققه الشيخ وصي الله عباس:
إسناده صحيح. اهـ
ومن مواقف أهل بيت النبوة مع من زعم أنه من شيعتهم ورمى بالفاحشة أم المؤمنين الصديقة الكريمة العفيفة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
ما أخرجه الإمام اللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2402) فقال:
أنا أحمد بن علي الطبري قال: نا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن موسى الهاشمي المنصوري قال: سمعت القاضي أبا الحسن الجراحي يقول: سمعت أبا السائب عتبة بن عبد الله الهمداني قاضي القضاة يقول:
((كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد ... ، وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر)).
وقال الفقيه الهاشمي الشريف عبد الخالق بن أبي جعفر ـ رحمه الله ـ المولود سنة (411هـ) كما في "الصارم المسلول" (568):
ومن رمى عائشة ـ رضي الله عنها ـ بما برأها الله منه فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب، ويظهر توبته. اهـ
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على كفر من رمى هذه الأم الكريمة المصونة العفيفة الطيبة بالزنا، ودونكم أقوال بعضهم:
أولاً: قال القاضي أبو يعلى الحنبلي ـ رحمه الله ـ كما في "الصارم المسلول" (565 - 566):
من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف. اهـ
ثانياً: قال العلامة النووي الشافعي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (17/ 117) عند ذكر فوائد حديث حادثة الإفك:
الحادية والأربعون:
براءة عائشة ـ رضي الله عنها ـ من الإفك، وهى براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس وغيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا إكرام من الله تعالى لهم. اهـ
ثالثاً: قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "الصارم المسلول" (ص566):
وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم. اهـ
رابعاً: قال الحافظ ابن كثير الشافعي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (6/ 31 - 32):
وقد أجمع العلماء، ـ رحمهم الله ـ قاطبة على أن مَن سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن. اهـ
خامساً: قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في "زاد المعاد" (1/ 102):
واتفقت الأمة على كفر قاذفها. اهـ
¥