تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأذية الثالثة / اتهامه لعرضه وزوجه الصديقة الخاشعة القانتة المنيبة التقية أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ بقتله صلى الله عليه وسلم.

حيث قال ـ أخزاه الله وأهلكه ـ في مستهل كلمته:

[يصعب علينا وعل كل شخص أن يعدد جرائم هذه المرأة الخبيثة، ماذا أقول، وماذا أعدد أو أذكر، أأذكر سمها لرسول الله صلى الله عليه وآله وقتلها إياه].

قلت:

وهذه الفرية من أشنع وأفضع وأجرم ما افتراه هذا الكذاب الأشر، والفاجر الساقط على هذه المؤمنة الزكية النقية التقية الصالحة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يُمَرَض في مرض موته في بيتها، ومات في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها.

قال هشام بن عروة أخبرني أبي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:

((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه، فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، وهو مستند إلى صدري)) رواه البخاري (4450).

وفي رواية أخرى (1389) قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ:

((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعذر في مرضه أين أنا اليوم؟ أين أنا غداً؟ استبطاء ليوم عائشة، فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري ودفن في بيتي)).

وبنحوه عند مسلم (2443).

قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ في " جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام" (ص184):

ومن خصائصها رضي الله عنها:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها. اهـ

هذه الصديقة المرضية التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها كثيراً، وأمر ابنته الصالحة القانتة فاطمة ـ رضي الله عنها ـ أن تحبها، حيث قال محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

((أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ فقالت: بلى، قال: فأحبي هذه، قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً)) رواه مسلم (2442).

هذه الزكية الفاضلة الجليلة التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة فضلها على بقية النساء فقال:

((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) رواه البخاري (3769و5419) ومسلم (2431و2446) من حديث أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك.

هذه الزكية الجلية الطيبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبلغها سلام جبريل ـ عليه السلام ـ عليها، حيث قال أبو سلمة: إن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً:

((يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى)) رواه البخاري (3768) ومسلم (2447).

هذه الزكية البارة التي كان الوحي ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها ولحافها، وكان الصحابة يتحرون بهداياهم لنبيهم يومها، حيث قال هشام عن أبيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير