فموقف اهل السنة والجماعة في هذه المسالة هو موقف السلف الصالح رضي الله عنهم خلافا لاهل الباطل كالرافضة والمعتزلة والخوارج ممن يطعنون في الصحابة من خلال ما شجر بينهم فموقف الخوارج تكفير كلا الطائفتين والمعتزلة يرون ان احدى الطائفتين فاسقة مخلدة في النار ولكنهم يقولون لا ندري من هي ولهذا يطعنون في عدالة كلا الطائفتين ,والروافض يكفرون طائفة معاوية رضي الله عنه بحجة انه اراد ان ينازع المعصوم امامته ولهذا يكفرون الشيخين بحجة انهما اغتصبا الامامة من علي رضي الله عنه, فببدعتهم هذه) الامامة) كفروا الصحابة الا ثلاث كما في اصول الكافي: ان الناس ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم الا ثلاث: المقداد وسلمان وابو ذر.
وبسببها قالوا بعصمة اهل البيت وتحريف القران [13] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn13) والرجعة والبداء وغير ذلك من العقائد الكفرية التي يعتقدها القوم وليس هذا موضع بسط ذلك [14] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn14).
وموقف اهل السنة والجماعة هو موقف الحق مستندين في ذلك الى الكتاب والسنة واجماع سلف هذه الامة فلا يرون كفر الطائفتين ولا واحدة منهن امتثالا لقوله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما) فاثبت الله الايمان لكلا الطائفتين مع اقتتالهما, و لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) رواه البخاري, فوصفهما بفئتين من المسلمين وكذلك اجمع السلف على اسلام وايمان كلا الطائفتين بل نرى معشر اهل السنة ان الذي حصل بينهما كان عن اجتهاد فكلاهما مأجور فالمصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد لقوله صلى الله عليه وسلم: اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر واحد).
فرحم الله معاوية وعليا [15] ( http://nor3alanor.com/vb/editpost.php?do=updatepost&postid=10053#_ftn15) وجميع الصحابة رضي الله عنهم وكيف يريد اهل الزيغ والضلال ان نطعن في الطائفتين او احداهما والله يقول "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) فنحن نقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا لهؤلاء الابرار الاخيار رضي الله عنهم ولهذا قال شيخ الاسلام: ان من اصول معتقد اهل السنة والجماعة سلامة السنتهم وصدورهم من الصحابة.
فموقفهم مما شجر بينهم هو الامساك والكف وعدم الخوض في ذلك امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اذا ذكر اصحابي فامسكوا. و رحم الله عمر بن عبد العزيز لما قال: تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نخضب بها السنتنا. فبين رحمه الله ان موقف المؤمن من ذلك الكف والإمساك عما شجر بينهم ,وعلى هذا علماء اهل السنة والجماعة قاطبة قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: واتفق اهل السنة على وجوب منع الطعن على احد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب ولو عرف المحق منهم, لانهم لم يقاتلوا في تلك الحروب الا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد, بل ثبت انه يؤجر اجرا واحدا وان المصيب يؤجر اجرين. انتهى كلامه
و يرون ان الخوض فيما شجر بينهم بدعة منكرة ولهذا قال الامام ابو المظفر السمعاني رحمه الله: التعرض الى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة.
ويقول امام السنة في زمانه الامام البربهاري رحمه الله: واذا رايت الرجل يطعن في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه صاحب قول سوء وهوى, لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: واذا ذكر اصحابي فامسكوا) فقد علم صلى الله عليه وسلم منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم الا خيرا وقال: ذروا اصحابي ولا تقولوا فيهم الا خيرا) و لا تحدث بشيء من زللهم ولا حربهم و لا ما غاب عنك علمه, ولا تسمع من احد يحدث به, فانه لا يسلم لك قلبك ان سمعته.
¥