تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم من أراد الإنصاف فليقرأ ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام في كل كتبه التي ترجم فيها لشيخ الإسلام كـ: ذيل تاريخ الإسلام، ذيل العبر، معجم الشيوخ، تذكرة الحفاظ.

ومن قرأ التراجم فيما ذكرنا من الكتب علم قصدي بأن أهل الأهواء يذكرون ما لهم ويدعون ما عليهم.

ثم الأخ أبو صاعد المصري وفقه الله لكل خير: قال: ((نعم ليس الذهبي في اتباعه لشيخ الاسلام كابن كثير و ابن عبد الهادي وهذا واضح بجلاء لمن تأمل التراجم لأن الذهبي يرى أن شيخ الاسلام قد دخل في أشياء كان الأولى ألا يقحم نفسه فيها و أفتى فتاوى كان أولى ألا يفتي بها و مع هذا فالذهبي عند من يبغضه هو ممن جنى عليهم شيخ الاسلام

فاسمع ما قال السبكي تاج الدين:

واعلم أن هذه الرفقة: المزي و الذهبي و البرزالي و كثيرا من أتباعهم قد أضر بهم أبو العباس ابن تيمية إضرارا بينا و حملهم من عظائم الامور شيئا ليس هينا و جرهم إلى ما كان التباعد عنه أولى بهم و أوقفهم في دكاك من نار أرجو من الله أن يتجاوزها لهم و لأصحابهم.اهـ))

فأقول أخي: كلامك صحيح لولا استشهادك بكلام السبكي غفر الله، فكما تعلم أن السبكي رحمه الله أشعري جلد متعصب، وإيراد كلامه في مثل هذا الموطن لا داعي له، فلربما قرأ هذا من لا كبير علم عنده فظن صوابه أو أحدث في نفسه شبهة، وكلام السبكي عجيب فلو رجعت صفحات إلى ما قبل هذه العبارة من كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) لرأيت مدحاً لهؤلاء الأعلام الثلاثة (المزي والذهبي والبرزالي)، ثم لما جاء ذكر المعتقد اشتد غضب الرجل فأنزل جام غضبه عليهم دفعة واحدة. مع العلم أن السبكي يحب الذهبي جداً ويعتبره شيخه في الحديث ولا أدل على ثناءه عليه في نفس الموضع المنقول، ولكن عين السخط تبدي المساويا! وتأمل حال الذهبي الشيخ مع هذا التلميذ؟ قال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (10/ 398):

(وكنت أنا كثير الملازمة للذهبي أمضي إليه في كل يوم مرتين بكرة والعصر وأما المزي فما كنت أمضي إليه غير مرتين في الأسبوع وكان سبب ذلك أن الذهبي كان كثير الملاطفة لي والمحبة في بحيث يعرف من عرف حال معه أنه لم يكن يحب أحدا كمحبته في وكنت أنا شابا فيقع ذلك مني موقعا عظيما وأما المزي فكان رجلا عبوسا مهيبا).

ولما علم الذهبي بصنيع التاج السبكي وذمه لشيخ الإسلام لم يتركه وشأنه، بل عاتبه في ذلك، فاعتذر منه السبكي برسالة أرسلها إليه. قال ابن حجر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، (1/ 186):

((وكتب الذهبي إلى السبكي يعاتبه بسبب كلام وقع منه في حق ابن تيمية! فأجابه؛ ومن جملة الجواب: وأما قول سيدي في الشيخ تقي الدين فالمملوك يتحقق كبير قدره وزخارة بحره وتوسعه في العلوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه في كل من ذلك المبلغ الذي يتجاوز الوصف، والمملوك يقول ذلك دائما، وقدره في نفسي أكبر من ذلك وأجل، مع ما جمعه الله له من الزهادة والورع والديانة ونصرة الحق والقيام فيه لا لغرض سواه، وحرية على سنن السلف وأخذه من ذلك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله في هذا الزمان بل فيما مضى من أزمان)).

وزبدة القول وخلاصته: لو تأملت شيوخ العالم أجمع ورأيت تلاميذهم لرأيت أن التلاميذ للشيخ الواحد يتفاوتون في العلم والفهم والهمة وموافقة الشيخ ومخالفته، فمن باب أولى أن يكون هذا حال تلاميذ شيخ الإسلام (وما أدراك ما تلاميذ شيخ الإسلام كل واحد أمة لوحدة). ولو نظر المنصف العاقل وخصوصاً من مارس التعليم وجربه فنظر في نفسه وطلابه لعلم هذا علم اليقين. والله المستعان.

اللهم اغفر لي وارحمني وتب علي، ولا تنسوا أخاكم من دعوة بظهر الغيب.

ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:09 ص]ـ

بارك الله فيكم ,أنا ما قدحت في الذهبي رحمه الله لكن إستغربت من مقولة الشيخ و لسوء الحظ الشيخ الذي يدرسني لا يحب الأسئله ودائما يتهمني بأني من صنف المثقفين.

ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[23 - 09 - 10, 04:58 ص]ـ

[ QUOTE= محمود الحلبي;1365143]

لا أعلم ما سر هذه الهجمة اليوم على تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية؟ فبالأمس القريب اتهم ابن القيم بالتصوف، ويُتّهم ابن كثير بأنه أشعري، واليوم يتهم الذهبي بأنه مخالف لشيخ الإسلام قادح فيه ويقال عنه أنه أشعري مفوض ... إلى غيرها من التهم الملصقة بهؤلاء الأئمة.

وأقول هنا: كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ولا ندعي العصمة لأحد لا لابن تيمية ولا لتلاميذه، ولكن عَتَبي على أولئك الذين يتصيدون في الماء العكر، ويبحثون عن الأخطاء سواء أثبتت أم لم تثبت، ولربما كانوا هم من صنعها أصلا وذلك لفهمهم الخاطئ لكلامهم.

ثم إخواني ما الفائدة التي نجنيها من معرفة أن ولاء الذهبي لابن تيمية ليس كولاء ابن عبد الهادي وابن كثير لشيخهم ابن تيمية؟ ثم لماذا لا يقرأ الناس من ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام إلا هذه العبارة (مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية)!؟.

ومن قرأ الترجمة كاملة علم أن الذي اقتطع هذه الجملة ما اقتطعها إلى لغرض وحاجة في نفسه! فلو قرأت ما قبل هذه العبارة وما بعدها لعلمت: مدى حب الذهبي لشيخ الإسلام وتعظيمه له، ولكن الذهبي رحمه الله وهو العالم المحقق والذي رباه شيخ الإسلام بعلمه، لم يكن ليقبل كل شيء من شيخه فيحذو حذو المقلدة المتعصبة في كل زمان، فضرب لنا أروع الأمثلة في التجرد لطلب الحق وعدم التعصب لأشخاص وإن كان إماماً كمثل شيخ الإسلام، فكل يؤخذ من قوله ويرد، فتجرد الذهبي هنا فخر له وليس ذماً فيه كما فهمه أصحاب الفهم الأعوج!.

ثم من أراد الإنصاف فليقرأ ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام في كل كتبه التي ترجم فيها لشيخ الإسلام QUOTE]

جزاك الله خيرا .. ونفع الله بك الأمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير