تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلو حاول بعضهم-جادين-أن ينشئوا شيئا موازيا للقرآن- كأن يأتي بمثل مبتكر في موضوع ضرب الله فيه مثلا- في هذه الحالة تكون المقايسة ممكنة ويصبح إظهار تفوق القرآن أمرا محسوسا. لكن العرب كانوا أعقل وأحكم فقد أدركوا أن من السفاهة إخراج قنديلهم لمبارزة الشمس.

3 -

ما العمل إذن؟

القرآن وحده في السماء لا يجاوره فيها كلام ولا يرتقي إليه قول ....

فكيف السبيل إلى عقد المقارنة لكشف إعجاز القرآن ... ؟

هناك منهج معتمد بصورة فطرية- قديما وحديثا- يحتاج إلى تجميع وتأصيل نظري ... وأنا هنا اقترح مصطلحا وخطوطا عريضة:

المصطلح هو "النص المصطنع" أو "الشاهد المصنوع" (وهذا غير الشاهد المصنوع عند النحاة فقد كان بعضهم يلفق الشواهد لتمرير القاعدة وتصحيحها)

أما المنهج فهو مقابلة الجملة القرآنية بالجملة المصنوعة.

اما الثمرة فإثبات إعجازالقرآن.

لتوضيح أكثر:

عندما نريد أن ندرس آية قرآنية نقوم بعمل" فر ش "كما في القراءات ... لكن لن نقارن القرآن بعضه ببعض ... بل نتخيل قراءات مصطنعة .. على قاعدة"قال ولم يقل" فليكن مثلا قوله تعالى":

اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ.

الفرش المصطنع أو النص المصنوع يتكون من تحويلات واستبدالات:

أ-الله ولي المؤمنين يخرجهم من الظلمات إلى النور.

ب- الله ولي الذين آمنوا يخرجكم من الظلمات إلى النور.

ج- الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلام إلى النور.

د- الله ولي الذين آمنوا أخرجهم من الظلمات إلى النور.

ه- الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى الانوار.

و- الله ولي المؤمنين من الظلمات يخرجهم إلى النور ...

وهكذا ....

ثم تأتي المقارنة:

لماذا أفرد ولم يجمع؟

لماذا عبر بالمضارع وليس بالماضي؟

لماذا قدم هذا وأخر ذاك.؟

والنتيجة أنه ستظهر لنا نكت بديعة بفضل هذه النصوص المصطنعة ... ثم سنلحظ –وهذا يقين-أن أي تغيير في العبارة القرآنية سيؤدي لا محالة إما إلى باطل، أو فقرفي المعنى،أو إهمال ما ينبغي أن يعتبر، أو اعتبار ما ينبغي أن يهمل ...

وهذا أعظم دليل على إعجاز القرآن ... ففي مثالنا السابق يمكن للفرش أن يصل إلى عشرات الجمل .... فإن وجدنا فيها ما هو مساو أفضل من تعبير القرآن-ودون ذلك خرط القتاد- فقد سقط الإعجاز .. وإن لم تجدوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 11:33 ص]ـ

هذه طريقة السامرائي في أسلوبه البديع في التفسير البياني للقرآن الكريم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير