[تناقض المثبتين للعصمة النفاة لخلق الأفعال الاختيارية ... (الرافضة مثالا).]
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,أما بعد.
فمعلوم أن الرافضة قد مروا بمراحل عدة تطور فيها مذهبهم حتى استقروا في جل أصولهم على مذهب المعتزلة.
والغرض هنا ذكر تناقضهم فيما استقر عليه متأخروهم من نفي خلق الأفعال (الاختيارية) ,مع ما ذكره قدماؤهم وجرى عليه متأخروهم من إثبات لعصمة الأنبياء وكذا الأئمة.
أولا: نفيهم للقدر:
يوافق الرافضة المعتزلة في باب القدر فهم قدرية نفاة ينفون خلق أفعال العباد ويجعلون العبد خالقا وموجدا ومحدِثا لفعله.
ثانيا: إثباتهم للعصمة:
يثبت الرافضة عصمة للأنبياء والأئمة والعصمة عرفها علماؤهم بأنها: (لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة، مع قدرته عليهما) وهذا تعريف شيخهم المفيد وثمة تعريفات أخرى تدور على لطف أو ملكة يفعلها الله في المكلف بحيث تمنعه من المعاصي والغلط في الدين.
فنفي خلق الأفعال مع القول بالعصمة التي هي لطف يخلقه الله في المعصوم يمنعه من المعاصي ويحثه على الطاعات بين التناقض فهذا اللطف أو هذه الملكة المانعة من المعصية هي مخلوقة لله تعالى فما نشأ عنها مخلوق له سبحانه وتعالى والعصمة تستلزم عاصما ومعصوما والمعصوم حصلت له العصمة ممن عصمه بالضرورة.
فحينئذ إما أن يقولوا:إن الله لا يخلق أفعال العباد حاشا المعصومين من أنبياء وأئمة.
وإما أن يتخلوا عن أحد أصليهم (القدر أو العصمة) حتى لا تتناقض.
وسبب هذا التناقض أن الروافض القائلين بالعصمة قديما كهشام بن الحكم كانوا يثبتون خلق أفعال العباد, كما نقل عنهم أبو الحسن في المقالات وذكره شيخ الإسلام في منهاج السنة في المجلد الثاني. فلما كان متقدموهممثبتة للقدر لم يحصل لهم التناقض في قولهم بالقدر والعصمة , وعندما تأثر متأخروهم بالمعتزلة وافتتنوا بهم وأخذوا جل أصولهم حصل لهم هذا التناقض الواضح.
ملحوظة: ضربت المثال بالرافضة وإلا فما ذكرته هنا ينطبق على المعتزلة في إثباتهم عصمة الأنبياء ,ولم أتعرض لبطلان قولهم في القدر ولا العصمة فليس هذا محله, وإنما المقصود التنبيه على تناقضهم.
والله أعلم.
ـ[أحمد الوبيري الشمري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:19 م]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم شيخنا
فعلا هذا إلزام جيد لهم، وتناقض فاضح منهم، وكما أشرت هذه قاعدة تنقض أصول كثير من المبتدعة، علماً ان الرافضة الإمامية والمعاصرين منهم خصوصاً مضطربين في هذا الباب حتى وصل الامر ببعضهم ان يقرر عقيدة أهل السنة! مع أنهم-أي المعاصرين- على ما كان عليه المتأخرين منهم من عقيدة القدرية، وهذا سببه ان العقيدة ملفقة من عدة مسائل يزعم اصحابها انها عقلية واخرى نقلية واخرى سببها المكيدة او الأهواء. والله اعلم
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:21 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي أحمد الشمري.
وبالنسبة لتخبطهم فهذا سببه التقية التي يدينون ويتقربون إلى الله بها, فإذا وجد أحدهم أصلا من أصولهم لا يستيطع أن يبرهن عليه وتبين له قبح لوزامه فإنه سرعان ما يتخلى عنه أمام من يناقشه من أهل السنة.
ولكن ما استقر عليه محققوهم من المتأخرين هو المعتبر لدى عامتهم ولذلك فهذا الإلزام لا مفر لهم منه.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا على هذا الأمر الذى غفلنا عنه
من المعلوم أن الرافضة يقولوا ان الله عصم الانبياء والائمة الاثنى عشر الذين هم من ولد فاطمة رضى الله عنها وهذه العصمة عصمة مطلقة لا يقع منهم النسيان ولا الخطأ ولا السهو وأن لهم علم السماء والارض وإن كان هذا يعتبر من الغلو وهذا ليس محل الأمر الان
مسألة قولهم بالعصمة يستلزم منها أن الله خلق لهم افعال العصمة ومنع عنهم ما يضاد هذه العصمة من الخطأ والنسيان وغيرها
اذا هم بين أمرين إما ان يثبتوا عدل الله عز وجل او ينكروا عصمة ائمة الرافضة
جزاك الله خيرا مرة اخرى شيخنا
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:38 م]ـ
وإياكم أخانا الكريم الجامع ..
وثمة تناقض أخرى بإذن الله نذكره لاحقا متعلق بما أثرته أنت في عصمة الأنبياء.
شكر الله لكم مروركم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:27 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(
الرابع: أن قوله: إن الله قادر على نصب إمام معصوم أتريد به معصوماً بفعل الطاعات باختياره والمعاصي باختياره، والله تعالى لم يخلق اختياره كما هو قولهم، أم تريد به أنه معصوم يفعل الطاعات بغير اختيار يخلقه الله فيه؟
فإن قالوا بالأول كان باطلا على أصلهم؛ فإن الله عندهم لا يقدر على خلق مؤمن معصوم بهذا التفسير، كما لا يقدر على خلق مؤمن وكافر عندهم بهذا التفسير، فإن الله عندهم لا يقدر على فعل الحي المختار ولا يخلق إرادته المختصة بالطاعة دون المعصية
وإن قالوا بهذا الثاني لم يكن لهذا المعصوم ثواب على فعل الطاعة ولا على ترك المعصية، وحينئذ فسائر الناس يثابون على طاعتهم وترك معاصيهم أفضل منه، فكيف يكون الإمام المعصوم الذي لا ثواب له أفضل من أهل الثواب؟!
فتبين انتقاض مذهبهم حيث جمعوا بين متناقضين بين إيجاب خلق معصوم على الله وبين قولهم إن الله لا يقدر على جعل أحد معصوما باختياره بحيث يثاب على فعله للطاعات وتركه للمعاصي)
¥