وقال صاحب (تاج العروس): " (واعتزمه و) اعتزم (عليه) مثل عزم عليه نقله الجوهرى (وتعزم) كعزم أي (أراد فعله وقطع عليه) وقال الراغب أي عقد القلب على امضاء الامر وقال الليث العزم ما عقد عليه قلبك من أمر انك فاعله (أو) عزم (جد في الامر) "
وقال صاحب (نجعة الرائد): "فَصْلٌ في الْعَزْمِ عَلَى الأَمْرِ وَالانْثِنَاءِ عَنْهُ
يُقَالُ عَزَمَ عَلَى الأَمْرِ، وَعَزَمَهُ، وَاعْتَزَمَهُ، وَاعْتَزَمَ عَلَيْهِ، وَأَزْمَعَهُ، وَأَزْمَعَ عَلَيْهِ، وَأَجْمَعَهُ، وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ، وَنَوَاهُ، وَانْتَوَاهُ، وَهَمَّ بِهِ، وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ عَزِيمَته، وَقَطَعَ عَلَيْهِ عَزْمه، وَأَمْضَى عَلَيْهِ نِيَّته، وَبَتَّهَا، وَجَزَمَهَا، وَعَقَدَ نِيَّته عَلَى إِمْضَائِهِ، وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ، وَطَوَى عَلَيْهِ كَشْحَهُ.
وَيُقَالُ جَاءَ فُلان وَفِي رَأْسِهِ خُطَّة أَيْ حَاجَة قَدْ عَزَمَ عَلَيْهَا، وَقَدْ طَوَى فُؤَادَهُ عَلَى صَرِيمَة حَذَّاء أَيْ عَزِيمَة مَاضِيَة لا يَلْوِي صَاحِبهَا عَلَى شَيْء، وَقَدْ صَمَّمَ عَلَى الأَمْرِ، وَصَمَّمَ فِيهِ، وَأَصَرَّ عَلَيْهِ، وَوَطَّنَ نَفْسه عَلَيْهِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ أَطْنَابه، وَأَلْقَى عَلَيْهِ جِرَانه، وَأَضْرَبَ لَهُ جَأْشاً، إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ عَزْماً لا رُجُوعَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَرَجُل زَمِيعٍ، وَإِنَّهُ لَذُو زَمَاع فِي الأُمُورِ، أَيْ إِذَا أَزْمَعَ أَمْراً لَمْ يَثْنِهِ شَيْء، وَهُوَ فِي هَذَا الأَمْرِ صَادِقُ الْعَزْمِ، ثَابِت الْعَقْد، مَاضِي الصَّرِيمَة، وَإِنَّهُ لَذُو عَزْم وَطِيد، وَعَزْم رَاسِخ، وَنِيَّة جَازِمَة.
وَتَقُولُ هَذَا أَمْر لا بُدَّ لِي مِنْهُ، وَلا مَحَالَةَ مِنْهُ، وَلا سَبِيلَ لِي عَنْهُ، وَلا مَرْجِعَ، وَلا مَحِيدَ، وَلا مَحْرِفَ، وَلا مَصْرِفَ، وَلا مَعْدِلَ، وَلا مَعْدَى، وَلا مَرَاغَ، وَلا مُتَحَوَّلَ، وَلا مُنْصَرَفَ، وَأَمْر لا سَبِيلَ إِلا إِلَيْهِ، وَإِلا بِهِ، وَلَيْسَ لِي عَنْهُ مَذْهَب، وَلا سَعَة، وَلا مُتَّسَع، وَلا نَدْحَة، وَلا مَنْدُوحَة، وَلا مَسْمَح، وَلا مُتَزَحْزَح، وَلَيْسَ لِي عَنْهُ مُتَقَدَّم وَلا مُتَأَخَّر.
وَتَقُولُ: أَنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ أَمْرِك أَيْ فِي سَعَة. وَيُقَالُ فِي ضِدِّ ذَلِكَ رَجَعَ الرَّجُلُ عَنْ عَزْمِهِ، وَانْثَنَى عَنْهُ، وَارْتَدَّ، وَنَكَصَ، وَانْقَلَبَ، وَتَحَوَّلَ، وَانْكَفَأَ، وَكَفَّ، وَأَقْلَعَ، وَنَزَعَ، وأَمْسَكَ، وَأَوْقَفَ، وَأَقْصَرَ، وَعَدَلَ، وَعَدَّى، وَصَدَّ، وَصَدَفَ، وَأَعْرَضَ، وَانْقَبَضَ، وَأَضْرَبَ، وَصَفَحَ، وَضَرَبَ عَنْهُ صَفْحاً، وَضَرَبَ عَنْهُ جَأْشاً، وَطَوَى عَنْهُ كَشْحاً."
يتبع إن شاء الله
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:15 م]ـ
يا أخ محمود ـ بارك الله فيك ـ
كلام شيخ الإسلام الذي نقلناه فوق واضح، وهو محكم كلام الشيخ في التفريق بين الأزلية التي هي مجرد جنس الصفة والآحاد التي إنما تتعلق بالمعين، وذكرنا كلامه على العزم
أما الإرادة، فلا أحد من أهل العلم ـ فيما أعلم ـ قال إن الإرادة الأزلية تعلق بالمراد المعين ..
بل هذا من إلزامات الفلاسفة وأهل السنة على السواء للأشعرية القائلين بالإرادة القديمة، أنه يلزم منها تخلف المراد عن الإرادة التامة.
أما الكلام الذي ذكرناه فوق عن الإرادة والعلم، فقد نقلته واضحا من كلام الشيخ، أن الإرادة (تتبع) العلم، وليس فقط تساوقه وتصاحبه ..
فالعلم سابق على الإرادة، يعني المتعلقة بالمعين ..
فإن قيل إن الإرادة التى تتعلق بالمحدث المعين منها ما هو (قديم) فأني يكون العلم سابقها، والقديمان لا يتفاوتان في رتبة الزمن؟
والله أعلم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
يقول شيخ الإسلام: (وَحِينَئِذٍ فَإِرَادَةُ الْمُعَيَّنِ تَتَرَجَّحُ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي الْمُعَيَّنِ مِنْ الْمَعْنَى الْمُرَجِّحِ لِإِرَادَتِهِ. فَالْإِرَادَةُ تَتْبَعُ الْعِلْمَ)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:48 م]ـ
¥