[هكذا يطارح الحيدري في مطارحاته]
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:46 م]ـ
[هكذا يطارح الحيدري في مطارحاته]
عرفت كمال الحيدري في برنامجه المسمى "مطارحات في العقيدة" وهالني ما رأيت من كثرة الاستشهاد بكتب أهل السنة والجماعة، وخصوصاً كتب الإمام ابن تيمية –رحمه الله-، وأذهلني ما كنت أسمع من بعض الاتهامات لمذهب أهل السنة والجماعة، ولبعض رموزه كشيخ الإسلام ابن تيمية، وكالشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جمعياً، وهو كلام لو سمعه عاقل منصف لعلم من بداية سماعه أن في القول المنسوب لهم خطأ أو كذب، فراجعت شيء مما ذكره الحيدري في برنامجه الذي خصص فيه حلقات عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وعن التوحيد، فرأيت الآتي:
1 - بتر الكلام من سياقه الصحيح، وجعله ككلام مستقل، كقوله عن شيخ الإسلام: "أنه يقول أن الله جسم". وهذا كذب على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإنه –رحمه الله- يقول ما يقوله أئمة السنة: أن كلمة جسم كلمة لم ترد في كتاب ولا سنة، ولها معان فلا يصح إنكارها مطلقاً ولا قبولها مطلقاً. فإن قيل: هل الله جسم؟ قيل: وماذا تريد بقولك جسم؟ فإن أردت الذات الحقيقية المتصفة بالصفات الكاملة اللائقة بها فإن الله – سبحانه و تعالى – لم يزل و لا يزال حياً عليماً، قادراً، متصفاً بصفات الكمال اللائقة به، فهذا حق نقبله. أما إن أردتم بقولك "جسم": شيئاً آخر كجسمية الإنسان الذي يفتقر كل جزء من البدن إلى الجزء الآخر منه، و يحتاج إلى ما يمده حتى يبقى فهذا معنى لا يليق بالله.
2 - تدليسه: فإنه يأتي بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية يُفهم في سياقه فهماً صحيحاً، ثم يجعله مفرداً ويبدأ بشرح الكلام على ما يريد هو لا على ما يرد شيخ الإسلام رحمه الله. كما في قوله: إن ابن تيمية يقول بالحد والجهة لله، ويفسر الحد والجهة كما يريد هو، لا كما يريد شيخ الإسلام، وهذا إن لم يكن كذباً على شيخ الإسلام فهو تدليس عليه رحمه الله. ومعروف قول السلف رحمهم الله أن الجهة والحد وأنها بمعنى جهة العلو التي لا يثبتها أهل الباطل.
3 - طرح ما يراه خطأ وشر عند أهل السنة في نظره، والاستدلال عليه من كتب أهل السنة، ويرفض الرد عليه والمداخلة في القناة، ويرفض المناظرة فيما يدعيه على أهل السنة، وهذه ليست طريقة أهل الحق، ولا طالبي الحق، وإنما هي طريقة من يريد رمي الشبه، والطعن في المخالف.
4 - أنه يتناسى أو يتغافل أو أنه لا يعرف أن في أمهات كتب الرافضة من التجسم القبيح بل ووصفه –جل جلاله- بأبشع الأوصاف، ووصف الأئمة من آل البيت بصفات الخالق جل جلالة، وحتى أن بعض المسائل التي ينتقد أهل السنة فيها، هي موجودة في أمهات كتبهم ومراجعهم: كإرضاع الكبير وإرضاع، بل زاد الرافضة على ذلك في رضاع الرجل للرجل، كما في الكافي (1/ 373): " عن أبي عبد الله قال: لما ولد النبي مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه. فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها .. " وكذلك الكافي (1/ 448): " عن أبي بصير عن أبي عبد الله-عليه السلام-قال: لما ولد النبي مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها .. "، فإن كان الحيدري يعتب علينا أن روينا بأسانيد صحيحة لا غبار فيها قصة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم، فما جوابه عن إرضاع أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم. ولكن كما قيل: رمتني بدائها وأنسلت.
ولا أدل على ما قلته مما ورد في رسالة مجموعة الدكتور عبدالعزيز قاسم برقم (2024) وفيها رابط يتكلم فيه كمال الحيدري عن رواية رضاعة الكبير، وهو يعلق بقوله: "إن عائشة –رضي الله عنها- تأمر بنات إخوانها وبنات أخواتها أن يرضعن الشباب في الشوارع وهم في العشرين من العمر" ثم يقول: " أنه ليس شرطاً أن يكون عشرين سنة بل هي أقل أو أكثر بسنتين، وهذا كذب فالرواية ليس فيها حد بالعمر ولا تحديد بالسنوات، وقول الراوي: "وإن كان كبيراً" ليس دليلاً على التحديد الذي يقوله كمال الحيدي، ثم إن هذه رواية مسندة صحيحة عن حادثة أفتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم رضي الله عنه، ولها صورة خاصة، وإنما كان إفتاء عائشة رضي الله عنها بناء على اجتهاد ناتج عن نظر في الأدلة، فأي شيء ينتقده الرافضة علينا ونحن رواة السنن وأصحاب السند، وما نقوله مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أسند فقد برأ، ويبقى اجتهاد عائشة رضي الله عنها اجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ.
والناظر في هذا البرنامج والمتتبع لكلام كمال الحيدري، وهو يسمعه كثيراً ما يردد المنهج العلمي والبحث العلمي، يعلم علم اليقين أي منهج علمي يتبعه!! فإنه منهج ولكنه والله ليس علمياً ولا علاقة له بالعلم، وإنما هو في الكذب والتدليس ورمي الشبهات.
وما كمال الحيدري في برنامجه هذا، إلا محاولة للتشغيب على أهل السنة، وإشغالهم عن كتب الرافضة وفضحهم وفضح ما لديهم من طوام تعجز الجبال عن حملها، ولكن أهل الحق منتصرون، وأهل الباطل خاسرون، ومن أراد أن يطفأ نور الله لن ينال إلا الخزي والعار والشنار في الدنيا والآخرة، كمال قال الله جل جلاله: " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
نسأل الله جل جلاله أن يبصرنا في أمر ديننا، وأن يجعلنا وإياكم مباركين أينما كنا، وأن يجعلنا من عباد الله الصالحين المصلحين، العالمين العاملين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
تنبيه: لمن أراد الاستزادة في شأن كمال الحيدري،
- حصل رد علمي من قبل أحد الإخوة من طلاب العلم في حلقات ألقيت في برنامج البالتوك، وهي محملة في منتديات السرداب. http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=54321
- وهذا موقع متخصص في الرد على كمال الحيدري وتتبع كذباته وتدليسه http://www.alrad.net/hiwar/hydary/ (http://www.alrad.net/hiwar/hydary/)
بقلم: وليد بن خالد الدلبحي
[email protected]
¥