تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - إسقاط الرموز الليبرالية، وكسْر معنوياتها؛ فإن المقالاتِ الكثيرةَ إذا تواردتْ على الكاتب الذي قال منكَرًا أرهبتْه، وجعلتْه يعيد حساباتِه في مواجهة مجتمعٍ كامل، ويكفي دليلاً على ذلك انزعاجُ الليبراليين من الإنترنت؛ لأنهم عاجزون عن السيطرة عليه، ويسمُّون من يناهضونهم فيه: خفافيش الظلام، مع محاولاتهم الدؤوب لإغلاق المواقع الكاشفة لفكْرهم، ولو أحصينا المقالات التي تنتقد الواحدَ منهم حينما يقول منكرًا، لوجدناها قليلةً لا تبلغ في بعض الأحيان عشر مقالات، ومع ذلك تؤثِّر فيهم كثيرًا، فكيف لو أُغرِقت شبكة الإنترنت بمئات المقالات - بل بالآلاف - على كل منكَر يقولونه، وبأقلام متعددة ومتجدِّدة، بأسماء صريحة؟!

4 - تعطيل المشروعات التغريبية التخريبية للبلاد والعباد؛ ذلك أن التجاذب السياسي الداخلي ليس يخفَى على متابعٍ، وحجةُ التيار التغريبي أن الناس لا يمانعون من الإصلاح على الطريقة التغريبية، كما أن حجة الممانعين من التيار الآخر أن الوقت لا يناسب ذلك، أو أن بعض الخطوات التغريبية لا تناسب المجتمعَ، وإغراقُ الإنترنت بالمقالات المناهضة للتغريب، ولكتَّاب السوء في الصحافة يقوِّي تيارَ الممانعين، ويثبت نظريتهم، ويعطِّل المشروع التغريبي، أو على الأقل يؤجِّله.

5 - تخفيف ضغْط القوى الخارجية، فمن المعلوم أن الليبراليين في دعوتهم للتغريب، وضغطهم على الحكومة في تمرير مشروعاتهم وتبنِّيها، ينطلقون من توجيه المؤسسات الغربية ودعمها لهم ومتابعتها لمطالبهم، والليبراليون عملاء فيها، إنْ بالأُجرة والوعود المعسولة بالتمكين لهم في البلاد، وإنْ بالتطوع لخدمة الباطل وتدمير البلاد وإفساد العباد.

وهذه المؤسسات الغربية التي تدفع عمليةَ التغريب في المملكة، تُتابع ما يجري في المجتمع السعودي من صراعٍ فكري، وتجاذب سياسي، وترسم منهجيتَها وخططها بناءً على ذلك، وإغراقُ الإنترنت بالمقالات المناهضة للمشروع التغريبي يجعل هذه المؤسساتِ تعيد حساباتِها، وتخفِّف الضغطَ، ولربما ضغطتْ بالاتجاه الآخر ضد الليبراليين؛ للمحافظة على المصالح الغربية، وخاصة الأمريكية؛ ولئلا يؤدِّي تماديهم إلى انتحار مشروعهم.

لا بد أن نعلم أن أمريكا بعد انفرادها بزعامة العالم، تتعامل مع الدول الأخرى وفق خطين متوازيين:

أولهما: تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.

ثانيهما: تسويق فكرها الرأسمالي الليبرالي، ومحاولة فرضه على الجميع.

فإذا حصل تعارُضٌ بين هذين الركنين في السياسة الأمريكية، فإن تحقيق مصالحها يقدَّم على تسويق فكرها، وهو ما كانت تتعامل به أمريكا مع المملكة قبل انفرادها بزعامة العالم.

وبما أن العصابة الليبرالية في المملكة تستمدُّ قوَّتَها من المؤسسات الغربية، وبالأخص الأمريكية، فلا بد من الضغط الشعبي عبرَ الكتابة على التوجُّه التغريبي داخل المملكة؛ لتخفِّف أمريكا من ضغطها، ولتتخلَّى عن سياستها في دعم الأقلية الليبرالية المنحرفة على حساب الأكثرية، وأحسب أن إغراق الإنترنت بالمقالات المناهضة للمشروع التغريبي سيحقِّق الضغط الشعبي بشكل كبير، ويقنع الراصدَ الغربي والأمريكي بكفِّ عملائه.

لقد كانت سياسة أمريكا قبل ثلاثة عقود تتَّجه إلى المصالحة مع الحكومات التي تتعامل معها، ولا تلتفت إلى الشعوب؛ لأن تعامُلَها مع الحكومات يحقق لها مصالحَها، لكن بعد سقوط من لا يتوقع سقوطهم في ثورات شعبية عارمة - شاه إيران، وتشاوشيسكو رومانيا - راجعتْ أمريكا حساباتها تجاه الشعوب، وكانت تحرص على الاستقرار في الدول التي لها فيها مصالح، وتحاول كسْبَ شعوبها، وتسويقُ القيم الأمريكية، وضخّها لقنوات الترفيه المجانية، وإنشاء قنوات لها في المنطقة، ودعْم القنوات العربية الموالية لها - يدلُّ على هذا التوجُّه؛ بقصد صياغة العقول من جديد، وإمالتها للثقافة الأمريكية، أو على الأقل تحييدها عن معارضتها، ولا يمكن أن تغامر أمريكا بمصالحها لحساب تسويق فكرها، كما يدل على ذلك تاريخُها وسياستها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير