[(وأزواجه أمهاتهم) د. محمد بن خالد الفاضل]
ـ[أبو فراس السليماني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:25 ص]ـ
http://www.ansaaar.com/eb3ab59bea.gif
( وأزواجه أمهاتهم)
الثلاثاء 05, أكتوبر 2010
د. محمد بن خالد الفاضل
لجينيات ـ هذا العنوان جزء من الآية الكريمة:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم ... )
(سورة الأحزاب آية 6)،
وهي نص قاطع محكم على أن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم
كلهن دون استثناء أمهات للمؤمنين،
ومن لوازم هذا أن من رفض أمومة إحداهن
فقد أخرج نفسه من دائرة المؤمنين،
وقد حفظ لنا التاريخ أفرادا وفئات من المنافقين والطائفيين
يطعنون في أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق،
وقد شرفها الله وبرأها مما قاله المنافقون فيها في حياتها رضي الله عنها،
كما برأها مما سيقوله من بعدهم إلى يوم القيامة
والله تعالى عليم حكيم يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم
القيامة،
وفي سابق علمه وحكمته أنه سيخرج من المنافقين والباطنيين
من يؤلف المؤلفات ويخرج الأشرطة والصوتيات
في الطعن في عرض أم المؤمنين،
ولهذا قال الله تعالى في آخر الآيات التي برأها بها في سورة النور:
( ... والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
أولئك مبرؤون مما يقولون
لهم مغفرة ورزق كريم)
(الآية: 26) ,
وقد وردت الآية بالفعل المضارع (يقولون)
وهو يدل على التجدد والاستقبال،
ولم ترد بالفعل الماضي (قالوا)
فالله تعالى أراد – وهو أعلم – تبرئتها – رضي الله عنها-
مما قيل ومما سيقال إلى يوم القيامة،
وهذه شهادة عظيمة لهذه الصديقة الطاهرة.
وكما أن الآية الأولى تخرج من يطعن في أم المؤمنين
من أمومتها ثم من المؤمنين،
فإن إحدى آيات البراءة في سورة النور تخرج الطاعن فيها من المؤمنين،
وهي في قوله تعالى:
(يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا
إن كنتم مؤمنين)
(الآية: 17)،
ومعنى ذلك أن من كرر الطعن بعد آيات البراءة
فهو ليس من المؤمنين،
وعلى هذا أجمع علماء الإسلام المعتد بهم،
وهذه نصوص صريحة تتضمن ما تقشعر منه الأبدان،
فإن أضفت إليها أيضا قوله تعالى:
(وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله
ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا
إن ذلكم كان عند الله عظيما)
(سورة الأحزاب آية: 53)
ظهر لك استعظام الله سبحانه وتعالى لإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
أو نكاح أزواجه من بعده،
وإذا كان الله قد منع واستعظم نكاح أزواجه من بعده
بالحلال،
فكيف يتصور مسلم حصول ذلك بالحرام،
نعوذ بالله من الزندقة والردة،
ولو نظرت إلى قوله تعالى:
(لا يحل لك النساء من بعد
ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن
إلا ما ملكت يمينك
وكان الله على كل شي رقيبا)
(الأحزاب: 52) ,
لعرفت أن اختيار زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كان بتدبير إلهي ,
ولذا حرم سبحانه على رسوله الزواج بعدهن أو تبديلهن،
ولم يجعل له صلى الله عليه وسلم يدا في ذلك،
وهذا تأكيد لما رواه البخاري
من أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة
كان باختيار من الله سبحانه وتعالى
عندما جاءه الملك بها في المنام في سرقة من حرير
(أي مغطاة بقطعة من حرير) ثلاث مرات
ورآها الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفها وقال:
إن يك هذا من عند الله يمضه،
وقد أمضاه سبحانه.
وقد صح أيضا أن عائشة رضي الله عنها
من زوجاته صلى الله عليه وسلم في الجنة ,
فهل يليق بعد هذا أن يتعرض لها بسوء
من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
والحديث عن فضائل عائشة رضي الله عنها
بابه واسع وفيه مؤلفات ,
ويكفيها فخراً
أن الله سبحانه اختار لرسوله صلى الله عليه وسلم
أن يموت على صدرها ,
وأن يختلط ريقه بريقها عبر السواك
وهو يلفظ أنفاسه الطاهرة الأخيرة ,
عليه الصلاة والسلام.
د. محمد بن خالد الفاضل
جامعة الأمير سلطان
الرياض – 26/ 10 / 1431 هـ
http://www.lojainiat.com/index.cfm?