تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل للعلامة صالح الفوزان حفظه الله]

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:42 ص]ـ

الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل

الحمد لله، وبعد: فقد كثرت الحملات والاستنكارات على الغلو في الدين. وهي حملات واستنكارات بحق؛ لأن الغلو في الدين منهي عنه في الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ)، وفي الآية الأخرى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " وإياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو".

والغلو في الدين: هو الزيادة عن الحد المشروع فيه، وقد يكون غلواً في العبادة كحال الثلاثة الذين قال أحدهم: أصلي ولا أنام، وقال الثاني: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، ويكون غلواً في الأحكام بأن يجعل المستحب بمنزلة الواجب ويكون غلواً بالحكم على مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة، وقد يكون غلواً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كغلو المعتزلة بخروجهم على ولاة أمور المسلمين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكالغلو في التحليل والتحريم بأن يحرم الحلال أو يحلل الحرام؛ فالغلو في الدين بجميع أنواعه محرم وقد يخرج من الدين ويسبب الهلاك كما أهلك من كان قبلنا ولا أحد يشك في ذلك ممن أتاه الله الفقه في الدين والبصيرة في الأحكام فأنزل الأمور في منازلها.

ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في ا لدين فهناك من غلا في التساهل وا لتسامح في الدين ولا شك أن ديننا دين السماحة ورفع الحرج والاعتدال. ولكن يجب أن يكون هذا التسامح في حدود ما شرعه الله من الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها والدين كله ولله الحمد ليس فيه أصار ولا أغلال: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)، (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)، ولكن الغلو في التسامح يكون بالخروج عما شرعه الله وهذا لا يسمى تسامحاً وإنما هو الحرج نفسه؛ فإلغاء أصل الولاء والبراء في الإسلام والتسوية بين المسلم والكافر بحجة التسامح، وإلغاء تطبيق نواقض الإسلام على من انطبقت عليه كلها أو بعضها، والتسوية بين الأديان – كالتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية-، بل بين الأديان كلها من وثنية والحادية والقول بأن لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تنفي ما عدا الإسلام من الأديان الباطلة كما تفوه به بعض الكتاب في بعض صحفنا المحلية كل هذه الأمثلة غلو في التساهل والتسامح؛ يجب إنكاره. كما يجب إنكار الغلو في الزيادة في الدين. بل قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين؛ لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر، وقد ذكر العلماء أن من نواقض الإسلام من لم يكفر الكافر أو يشك في كفره.

فعلى من وقع في هذه الزلات الخطرة أن يتبصر في أمره ويراجع الصواب فإن الرجوع إلى الحق فضيلة. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

كتبه: صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

http://www.alfawzan.ws/node/2295

ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:52 م]ـ

حفظ الله أسد السنة و قامع البدعة شيخنا العلامة صالح الفوزان

ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:56 م]ـ

بارك الله في الشيخ الفوزان و في علمه

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:57 م]ـ

حفظ الله أسد السنة و قامع البدعة شيخنا العلامة صالح الفوزان

آمين

ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:57 م]ـ

بارك الله في الشيخ الفوزان و في علمه

آمين

ـ[أبو عمر الضيفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:00 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو علي بن عبد الله]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:20 م]ـ

وكما قال فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله أن المشكلة عندنا ليست في الغلو في الدين، وإن كان الغلو مذمومًا، ولكن حال الناس في هذا العصر لا يشكو من الغلو، بل الغلو فيهم قليل بالنسبة إلى التساهل وتمييع مسائل الدين والثوابت، وأنها مما يسع فيها الخلاف وتقبُّل الرأي الآخر، فبَليتُنا في هؤلاء الذين ميّعوا مسائل الدين باسم الوسطية والاعتدال!!! ...

فالملاحظ في حال الناس الآن يجد التساهل أكثر بكثير من الغلو ... هذا ملخص ما سمعته من فضيلته حفظه الله وأدامه غصة في حلق كل ليبرالي وعلماني ...

وإن عجبي ليعظم عندما أرى من يتكلم في أمر الوسطية والاعتدال، وأنها هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وصدق في هذا ـ ولكنه رجل لا يمت للعلم ولا لأهله بصلة، بل هو حالق للحيته، مرتكب كثيرًا من المخالفات ...

فياليت شعري أفلا يعلم هذا الجاهل المتعالم أنه يسب ويقدح في خير البشرية، إذ كيف يزعم أن حلق اللحى وإسبال الثياب هي من سماحة دين الإسلام، وإطالة اللحى وتقصير الثياب إلى نصف الساقين من التشدد والغلو المذمومين، فهو يرمي سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام بالتشدد والغلو!!!

فيا ويلهم من الله ... يا ويلهم من الله ...

ولكن ما يسعنا إلا أن نقول (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْألُونَ)

وما من كاتب إلا سيفنى ..... ويبقي الدهر ما كتبت يداهُ

فلا تكتب بكفك غير شيء ..... يسرك في القيامة أن تراهُ

إضاءة: عن أبي الذيال رحمه الله: (تعلم "لا أدري"، فإنك إن قلت "لا أدري"، علموك حتى تدري، وإن قلت "أدري" سألوك حتى لا تدري) ...

وقال بعضهم: (من أخطأ "لا أدري" أصيبت مقاتله) ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير