[افتراءات جديدة للصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية]
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:30 م]ـ
[افتراءات جديدة للصوفية على شيخ الإسلام ابن تيمية]
د. عطية عدلان
(1)
ما أكثر الذين يمسكون بالأقلام ليسطروا وينشروا!
وما أندر الذين يقدرون رسالة القلم ويحترمون أمانة الكتابة والنشر!
أحد أنصار الصوفية المعاصرين – ويدعى محمود صبيح - استل قلماً مُتَورِّماً منتفخاً، وراح يُسَوِّدُ بقَيءِ هذا القلم صفحات كانت بيضاء نقية، وخرج على الخلق بكتابين لا يدري المبتلى بهما أيهما أسوأ من الآخر، الأول بعنوان: (أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته) الآخر بعنوان: (خصوصية وبشرية النبي عند قتلة الحسين)، اتهم فيهما شيخ الإسلام بتنقيص آل البيت، وبأنه يحمل ضغناً على علي وفاطمة وذريتهما، وقد طبع هذين الكتابين الشاذين بدار تسمى دار الركن والمقام، وتولت مؤسسة الأهرام نشر الكتابين على نطاق واسع بمصر، ومؤخراً جاء على الشبكة العنكبوتية أن الشيعة في أماكن تواجدهم ببعض البلدان العربية يوزعون هذين الكتابين ويحتجون بهما على أهل السنة.
وقبل أن أرد على المؤلف فيما زعمه وافتراه أسوق للقارئ هذه النصوص المتفرقة من كلام شيخ الإسلام، والتى قرر فيها عقيدة أهل السنة في آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم؛ للتأكيد على أنه ناطق بالصدق، وناهج منهج الوسط والاعتدال في هذه المسألة الخطيرة.
يقول ابن تيمية رحمه الله: "ولهذا اتفق أهل السنة والجماعة على رعاية حقوق الصحابة والقرابة، وتبرءوا من الناصبة الذين يكفرون علياً بن أبي طالب ويفسقونه، ويتنقصون بحرمه آل البيت، ومثل من كان يعاديهم علي الملك أو يعرض عن حقوقهم الواجبة أو يغلو في تعظيم يزيد بن معاوية بغير حق، وتبرأوا من الرافضة الذين يطعنون على الصحابة " ([1]).
وبصدد شرحه لأصول أهل السنة يقول: "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُم: "أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي" ([2]) .... ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة .... ويتبرأون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما شجر بين الصحابة ([3]).
ويقول في منهاج السنة:"وأما أهل السنة فيقولون ويتكلمون بعدل وعلم، وليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء، ويتبرأون من طريقة الروافض والنواصب جميعاً ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم ويرعون حقوق أهل البيت" ([4]).
وقال مثنياً على آل البيت:"ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيراً دعا النبي صلى الله عليه وسلم أقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصاً به، وهم علي وفاطمة رضي الله عنها، وسيدي شباب أهل الجنة، فجمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم" ([5]).
ويقول مبيناً قدر علي رضي الله عنه وأحقيته بالإمامة:"وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله ومناقبه، وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، وهم ينكرون علي من سبه، كارهون لذلك ... وأهل السنة من أشد الناس بغضاً وكراهة لأن يتعرض له بقتال أو سبّ، بل هم كلهم متفقون على أنه أجل قدراً وأحق بالإمامة وأفضل عند الله وعند رسوله من معاوية رضي الله عنه وأبيه وأخيه " ([6]).
ويدلل على أحقية علي بالإمامة فيقول:" وأما قوله "تَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ" فهذا دليل على أن علياً ومن معه كان أولى بالحق إذ ذاك من الطائفة الأخرى." ([7]).
ويقول في منهاج السنة: "وعلىّ ومن م
عه أولى بالحق من معاوية وأصحابه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " تَمْرُقُ مَارِقَةٌ فِي فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ فَيَلِي قَتْلَهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ" ([8]) فدل هذا الحديث على أن علياً أولى بالحق ممن قاتله" ([9]).
¥