تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك قوله عن اختلاف الناس في مقتل الحسين: "وصار الناس في مقتل الحسين رضي الله عنه طرفين ووسط، أحد الطرفين يقول: أنه قتل بحق؛ فإنه أراد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم .. والطرف الثانى قالوا بل كان هو الإمام الواجب طاعته والذي لا ينفذ أمر من أمور الإيمان إلا به ولا تصلي جماعة ولا جمعة إلا خلف من يوليه ولا يجاهد عدو إلا بإذنه ونحو ذلك، أما الوسط فهم أهل السنة الذين لا يقولون لا هذا ولا هذا، بل يقولون: قتل مظلوماً شهيداً ولم يكن متولياً لأمر الأمة" ([21]).

هذه النماذج المتفرقة من كلام شيخ الإسلام شاهدة على ضبطه الدقيق للمسألة وتعظيمه الشديد لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد المزيد فليراجع كتب شيخ الإسلام، وبخاصة كتابه القيم: (منهاج السنة).

فأين هي أخطاء ابن تيمية التي دعت (الكاتب!) إلى إطلاق هذه العناوين التي تشبه عناوين الصحف الصفراء:"ابن تيمية يطعن في دين علي رضي الله عنه .. " "طعن ابن تيمية في خلافة علي رضي الله عنه واتهمه بالفساد." "هان دم الحسين على ابن تيمية" "تنقيص ابن تيمية لآل البيت." "تنقبص ابن تيمية للإمام جعفر الصادق." ... الخ.

وأين هي أخطاء ابن تيمية التي استدعت من جوف قلم (المؤلف!) ذلك (الطفح) الكريه:"لا أدرى ماذا في قلب ابن تيمية وصدره وما يحمله للإمام علي." "والله إن الصدر ليضيق، احكم أنت على ابن تيمية " "وكم من مبغض لآل البيت يريد قتل الحسين وأهل بيته وبعد شهادته لا يطيق حتى سماع أسمائهم." ... الخ.

ولا يملك الباحث المنصف - إذا طالع كلام شيخ الإسلام عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - إلا أن يسلم بأنه أفضل من تكلم في حقهم بكلام عدل وسط لا غلو فيه ولا جفاء، وبأن ردوده على الروافض والنواصب كانت ردوداً علمية غاية في الدقة والإتقان، وبأنه استطاع بحسن عرضه وجمال أسلوبه ووفرة أدلته أن يبلغ بالمسألة مبلغاً لا مزيد عليه.

لذلك كان عجيباً وغريباً ومدهشاً ذلك الموقف الذي وقفه المؤلف من كلام شيخ الإسلام، وكان مزعجاً ومستهجناً ومثيراً للاشمئزاز ذلك الكلام الذي اشتمل على حشد هائل من المهاترات والمغالطات، وكان مقيتاً ومملولاً وممجوجاً ذلك العمل الذي قام به هذا الرجل نقده لابن تيمية.

وبرغم أن ما قدمناه من النقول عن كتب ابن تيمية كاف في دفع الاتهام عنه؛ إلا أننا سنزيد المسألة وضوحاً باستعراض أقوال هذا (الناقد!) والرد عليها، مع بيان المسالك الدقيقة التي سلكها شيخ الإسلام في حديثه عن آل البيت، والتي وجد فيها الحاسدون عليه مدخلاً للنيل منه والتطاول عليه. وهذا ما سوف يكون بإذن الله ............. (يتبع)

ــــــــــــــــــــ

([1]) مجموع فتاوى ابن تيمية (28/ 492).

([2]) رواه البخاري ()، ومسلم (4429)، والنسائي في الكبرى (7869)، والدرامي في السنن (3221)، أحمد في المسند (18843)، والطبراني في الكبير (4883)، وابن خزيمه في صحيحه (2200)، وابن أبى عاصم في السنة (1330)، والبيهقى في الكبرى (2630) "صحيح".

[3]) مجموع الفتاوى (3/ 154).

([4]) منهاج السنة (2/ 71).

[5]) حقوق آل البيت (ص72).

([6]) منهاج السنة (4/ 395).

([7]) مجموع الفتاوى (4/ 447 - 448).

([8]) رواه مسلم (1064)، و سنن أبي داود (4667)، والنسائي في الكبرى (8557)، وأحمد في المسند (11293)، وأبو يعلى في مسنده (1246) "صحيح".

([9]) منهاج السنة (7/ 57).

(10) حقوق آل البيت (ص44 - 45).

(11) منهاج السنة (4/ 49).

([12]) السابق (4/ 52).

([13]) السابق (4/ 50 - 51).

([14]) السابق (7/ 452).

([15]) مجموع الفتاوى (3/ 468).

([16]) مجموع الفتاوي (2/ 46).

([17]) منهاج السنة (4/ 55).

([18]) السابق (4/ 19).

([19]) رواه مسلم (4621)، والحاكم في المستدرك (6383)، والطبراني في الكبير (19799)، وأبوداود الطيالسى في مسنده (1735)، والبيهقى في دلائل النبوة (2831) "صحيح".

([20]) مجموع الفتاوى (25/ 300 - 301).

([21]) منهاج السنة (4/ 553 - 554).

ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:32 م]ـ

(2)

ما زلنا مع الصوفي المعاصر (محمود صبيح) الذي نسب نفسه على واجهة كتابيه الغريبين إلى الأشراف، والذي لم ينتهج نهجاً شريفاً في انتقاده لشيخ الإسلام ابن تيمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير