وإنني أتعجب من هذا الأسلوب الذي يمارسه المؤلف على قرائه! إن السياق ليس فيه البتة ما يدل على أن ابن تيمية يستنكر على فاطمة أو يقرر لها ما يليق ومالا يليق، إنما استنكار ابن تيمية ليس على فاطمة، ولم يقل ابن تيمية: "لا يليق أن يصدر عن فاطمة" وإنما قال: "لا يليق أن يذكر عن فاطمة" فهو إذن في موقف الدفاع عنها، وليس في موقف النقد والاستنكار لما تفعله.
هذه هي أهم المسالك التي سلكها ابن تيمية رحمه الله في رده على ابن المطهر الشيعي، وقد ثبت أنها مسالك دقيقة، والكلام فيها في غاية الحساسية، ويحتاج إلى سعة أفق ورحابة صدر وإلى رعاية للنص وأمانة علمية عند النقل، لكن الناقد (الشريف!) لم يستطع أن يرقى إلى مستوى النقد العلمي الصحيح، ولا أن يترسم خطى المنهج العلمي القويم، فكانت النتيجة أنه عبأ طيشاً في قراطيس، وراح ينثره على رؤوس الخلائق.
وتبقى ظاهرة الاجتزاء السيئ للنصوص، والقص المشوه لمعانيها ومقاصدها هي الأبرز في هذين الكتابين المشحونين بالأعاجيب. عندي منها الكثير والكثير سوى ما ذكرنا، ولكنني أعرضت عنه خشية الإطالة.
وفي ختام هذه السلسلة أذكر بما أوردته في الحلقة الأولى من نصوص لابن تيمية، فيها تعظيم لآل البيت، هذه النصوص تعتبر محكمات في هذا الباب الخطير، فليرجع إليه القارئ الكريم ليزداد يقيناً مع يقينه بأن شيخ الإسلام لم يكن إلا معظماً لآل البيت الكرام، وعارفاً لفضلهم وسبقهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
([1]) منهاج السنة (1/ 55).
([2]) أخطاء ابن تيمية (ص 118).
([3]) السابق (ص119).
([4]) السابق (ص121).
([5]) السابق (ص122).
([6]) السابق (ص122).
([7]) رواه النسائي في الصغرى (3023)، وابن ماجة في السنن (3028)، أحمد في المسند (3122)، وابن حبان في صحيحه (3959)، والطبراني في الكبير (12589)، وأبويعلى في مسنده (2398)، والبيهقى في الكبرى (8865) "صحيح".
([8]) منهاج السنة (7/ 533 - 534).
(9) دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة (ص10).
([10]) السابق (ص53).
([11]) السابق (ص67).
([12]) دراسات في الفرق والمذاهب القديمة والمعاصرة (ص107)
([13]) جمهرة الأولياء (1/ 89).
([14]) منهاج السنة (5/ 81).
([15]) السابق (4/ 244).
([16] أخطاء ابن تيمية (ص31).
الرابط - موقع صزفية حضرموت ( http://www.soufia-h.net/showthread.php?p=39805#post39805)