تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مصافحة أولى: الموافقات بين عباد القبور]

ـ[محمد ابن الشيبه الشهري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[مصافحة أولى: الموافقات بين عباد القبور]

تنبيه: هذا المقال يحتاج منك إلى قراءة مركزة لمدة 10 دقائق فقط

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وأستنّ بسنته إلى يوم الدين .. أما بعد:

دعونا نبدأ القصة من البداية

فهذا رجل صالح عند قومه كان يسمى اللّات، كان يلتّ السويق للحجاج قبل الإسلام فلما مات وضع محبوه صنما يكون له شعارا كهذا الذي ترونه ــ مثلا ــ وسموه باسمه.

[ RIGHT] و هذا أيضا صحابي جليل معروف يسمى الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما قُتل شهيدا على أيدي شيعته في كربلاء فوضعوا على قبره ــ كما يزعمون ــ ضريحا كهذا.

http://2.bp.blogspot.com/_WisR0cE9STE/S7upr4It3CI/AAAAAAAAAQw/bBU09iJSwMU/s320/1230140364.jpg

وأيضا هذا رجل صالح معروف بعلمه وصلاحه اسمه عبدالقادر الجيلاني مات فوضع محبوه على قبره ضريحا كهذا.

http://3.bp.blogspot.com/_WisR0cE9STE/S7upsA2JP6I/AAAAAAAAAQ4/9_3PMe_0hWc/s320/images.jpg

من هنا، دعونا نمضي سويا إلى الهدف المنشود

فنرى أولا أن هناك توافقا ملموسا في أن كلا من الأمثلة الثلاثة تعبّر عن رجال صالحين عند قومهم، عندما ماتوا وضع محبوهم لهم شعارات تدل عليهم إما صنما أو ضريحا أو بناء أو غير ذلك.

....................

أيضا الثلاثة يعتقد فيهم مريدوهم أنهم رجال صالحون.

....................

اللّات مثلا

بعد ما مات شيّد محبوه له صنما يكون له شعارا، أصبحوا يأتون إليه ويدعونه ويحلفون به، كأن يقول أحدهم يا لات أغثني، أو يا لات أدركني، أو مدد يا لات، أو يُقسمون به فيقولون واللات أو باللات.

وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين رضي الله تعالى عنه أو إلى ضريح الجيلاني رحمه الله تعالى يدعونهما بأسمائهما فيقولون يا حسين أدركني يا جيلاني أغثني مدد يا حسين مدد يا جيلاني، و يُقسمون بهم فيقولون والحسين أو ورأس الحسين، أو وسيدي عبد القادر.

....................

أيضا نجد أن مشركي العرب كانوا ينذرون ويذبحون للّات، وكذلك نجد الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يذبحون وينذرون لهم.

....................

سبحان الله .. ما سر هذا التوافق؟

....................

الغريب في الأمر

أن مشركي العرب الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرّون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت الذي يدبر الأمر مع أنهم كانوا يعبدون اللات ويدعونه من دون الله ويذبحون له القرابين ولكنّهم كانوا يقولون إنا لا نفعل هذه الأفعال التعبدية إلا لعلّه، وهي أنا نجعل هذا الصنم الذي يمثل الرجل الصالح واسطة بيننا وبين الله يقربنا إليه وأنّا لا نريد من ذلك إلا الجاه والشفاعة، كما قال الله تعالى عنهم (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).

لاحظ أنه سمى الأفعال التي يقومون بها للأصنام من الدعاء والنذر والذبح عبادة ولاحظ أيضا أنهم أرادوا بهذه الأعمال الجاه والشفاعة عند الله و لم يريدوها للأصنام.

كما أن الذين يذهبون إلى الحسين و الجيلاني يعتقدون أيضا أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر و يفعلون نفس أفاعيل من يذهبون إلى اللات مع الحسين والجيلاني ولا يريدون من ذلك أيضا إلا الجاه والشفاعة.

فيا ترى ما الفرق بين من يدعو اللات ومن يدعو الحسين والجيلاني؟

....................

فإن قلت لي؟

يا أخي من أين أتيت بهذه الفرية العظيمة، كفار قريش الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت وهو الذي يدبر الأمر، وأنهم يقولون أنّا لا نعبد الأصنام إلا لتقربنا إلى الله.

قلت لك:

على رسلك، فلم آت بشيء من عندي، تأمل قول الله تبارك تعالى عنهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير