تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ).

وقوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فذكر الله سبحانه وتعالى عنهم أنهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق وأنهم لا يريدون بعبادتهم الأصنام إلا أن تقربهم إلى الله تعالى زلفى.

....................

يا ترى ما سر هذا التوافق؟

كيف يقاتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشركي العرب وهم يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم لا يسألون اللات إلا لطلب الجاه والشفاعة عند الله؟

وكذلك هم الذين يذهبون إلى ضريح الحسين أو إلى ضريح الجيلاني يعتقدون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأنهم إنما يسألونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم لطلب الجاه والشفاعة عند الله، فهل يُعقل أن يكون الدعاء والذبح والنذر للحسين و الجيلاني جائزا والدعاء والذبح والنذر للات شركا؟

ولكن قد يقول قائل: أيه الوهابي، ألا تعلم أن مشركي العرب كانوا ينادون الأصنام وهي حجارة ونحن ننادي رجالا صالحين.

قلت:

لهذا أتيت باللات مثالا فهو عند مشركي العرب رجل صالح يلتُّ السويق للحجاج فلما مات وضعوا له صنما ليكون شعارا له يدعونه عنده ويذبحون له وينذرون، وكذلك أنتم وضعتم للحسين والجيلاني أضرحة تكون شعارا لهم تدعونهم عندها وتذبحون لهم وتنذرون.

كما أن الأصنام التي كانت في عهد نوح عليه السلام هي لرجال صالحين أيضا، ودا وسواعا ويغوث ويعوق نسرا، بدليل ما ورد عند البخاري رحمه الله تعالى (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا صَارَتْ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ)

إذاً هؤلاء رجال صالحون ماتوا فوُضعت الأصنام شعارا لهم، وهؤلاء أيضا رجال صالحون ماتوا فوضعت الأضرحة شعارا لهم فأين الاختلاف؟

....................

قد يقول قائل

هل أنت مجنون، كيف تسوينا بمشركي العرب في كل ما سبق، نحن إذا دعونا الحسين أو الجيلاني فإنا لا نريد منهم ولكننا نريد من الله ولكننا نجعلهم شفعاء لنا عند الله، أما مشركي العرب فهم يدعون الأصنام ويريدون منهم!!

قلت:

بل هم يريدون من الله أيضا لا من أصنامهم كما قال الله تعالى عنهم (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) فهم في الأصل يريدون القرب من الله بنص القرآن كما ترى.

وقوله تعالى (وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ).

فأين الفرق قلي بربك، بين من يقول يا لات أغثني ومن يقول يا حسين أغثني ويا جيلاني أغثني؟؟؟

....................

فإن قال لي صوفي أو رافضي، نحن (مسلمون) نقول لا اله إلا الله، و مشركوا العرب لا يقولون لا اله إلا الله ولا يعترفون بها فكيف نكون وهم سواء؟

قلت: هذا صحيح

هم لا يقولونها؛ لأنهم أفقه منكم بمرادها، وسأخبرك لماذا هم افقه منكم بمرادها بعد قليل.

ولكن دعني أتفق أنا وإياك أولا على معنى لا اله إلا الله، هل معناها: لا خالق ولا رازق ولا مدبر بحق إلا الله.

فإن قلت لي: نعم هذا هو معنى لا اله إلا الله

قلت لك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير