تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:21 ص]ـ

4.علمه.

- شيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ.

- وسمع مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار، والأجزاء، ومن مسموعاته: معجم الطبراني الكبير، وعني بالحديث، وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابن عبد القوي ثم فهمها وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو وأقبل على التفسير إقبالاً كلياً حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.

هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وسرعة إدراكه.

- واتفق أن بعض مشايخ العلماء بحلب قدم إلى دمشق وقال سمعت في البلاد بصبي يقال له احمد بن تيمية وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصدا لعلي أراه ..

- قال الإمام الذهبي: نشأ الشيخ تقي الدين رحمه الله في تصوّن تام وعفاف وتأله وتعبد واقتصاد في الملبس والمأكل، وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يتحير منه أعيان البلد في العلم، فأفتى وله تسع عشرة سنة بل أقل، وشرع في الجمع والتأليف من ذلك الوقت، وأكب على الاشتغال، ومات والده وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم، فدرس بعده بوظائفه وله إحدى وعشرون سنة ... وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها ..... وله خبرة تامة في الرجال، وجرحهم وتعديلهم، ومعرفة بفنون الحديث، والصحيح والسقيم، مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه، وهو عجيب في استحضاره، واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة، بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ... واشتهر أمره وبعد صيته في العالم ..

(العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية / محمد بن أحمد بن عبد الهادي ص 40)

- وقال العلامة كمال الدين بن الزملكاني: كان إذا سئل عن فن من العلم ظنّ الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحدا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه.

- وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: وبلغني من طريق صحيح عن ابن الزملكاني أنه سئل عن الشيخ، فقال: لم يُر من خمسمائة أحفظ منه.

(الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 392)

ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:23 ص]ـ

5 - جهاده:

كان رحمه الله تعالى قائماً بأمر الجهاد، وله في ذلك مواقف كثيرة، فمن ذلك:

قال الإمام ابن كثير:

-ولما كان يوم الجمعة سابع عشر شوال سنة (697) عمل الشيخ تقي الدين بن تيمية ميعاداً في الجهاد وحرض فيه وبالغ في أجور المجاهدين وكان ميعاداً حافلاً جليلا.

- ذكر في أحداث سنة (699): واقترب جيش التتر وأرسل قبجق إلى نائب القلعة ليسلمها إلى التتر فامتنع أرجواش من ذلك أشد الامتناع فجمع له قبجق أعيان البلد فكلموه أيضا فلم يجبهم إلى ذلك وصمم على ترك تسليمها إليهم وبها عين تطرف فان الشيخ تقي الدين بن تيمية أرسل إلى نائب القلعة يقول له ذلك لو لم يبق فيها إلا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك إن استطعت وكان في ذلك مصلحة عظيمة لأهل الشام.

- قال ابن كثير: وقعة شقحب (702): ندبه العسكر الشامي أن يسير إلى السلطان يستحثه على السير إلى دمشق فسار إليه فحثه على المجيء إلى دمشق بعد أن كاد يرجع إلى مصر فجاء هو وإياه جميعا فسأله السلطان أن يقف معه في معركة القتال فقال له الشيخ السنة أن يقف الرجل تحت راية قومه ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم وحرض السلطان على القتال وبشره بالنصر وجعل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو إنكم منصورون عليهم في هذه المرة. فيقول له الأمراء: قل إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم وأفطر هو أيضا. وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليتقوا وعلى القتال أفضل فيأكل الناس وكان يتأول في الشاميين قوله صلى الله عليه وسلم إنكم ملاقوا العدوّ غدا والفطر أقوى لكم فعزم عليهم في الفطر عام الفتح كما في حديث أبي سعيد الخدري ..

واستظهر المسلمون عليهم ولله الحمد والمنة .. دخل الشيخ تقي الدين بن تيمية البلد ومعه أصحابه من الجهاد

ففرح الناس به ودعوا له وهنؤه بما يسر الله على يديه من الخير.

(البداية والنهاية 14/ 25)

-وقال عمر بن علي بن موسى البزّار: وأخبر غير واحد أن الشيخ رضي الله عنه كان إذا حضر مع عسكر المسلمين في جهاد يكون بينهم واقيتهم وقطب ثباتهم إن رأى من بعضهم هلعا أو رقة أو جبانة شجعه وثبته وبشره ووعده بالنصر والظفر والغنيمة وبين له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال الله عليهم السكينة وكان إذا ركب الخيل يتحنك ويجول في العدو كأعظم الشجعان ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيرا انكي في العدو من كثير من الفتك بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت.

وحدثوا أنهم رأوا منه في فتح عكة أموراً من الشجاعة يعجز الواصف عن وصفها قالوا ولقد كان السبب في تملك المسلمين إياها بفعله ومشورته وحسن نظره. (الأعلام العلية ص 67)

- وجاهد رحمه الله تعالى بقلمه، فردّ على اليهود والنصارى والفلاسفة وعلى طوائف أهل البدع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير