[موقف أئمة الأشاعرة من ظواهر القرآن الكريم والسنة الصحيحة]
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:03 ص]ـ
[موقف أئمة الأشاعرة من ظواهر القرآن الكريم والسنة الصحيحة]
إن المتأخرين من أئمة الأشاعرة تكاد تكون كلمتهم مجمعة على أن ظواهر القرآن الكريم والسنة المتواترة لا تفيد اليقين, وإنما تفيد الظن, - فضلا عن أخبار الآحاد-؛ وما هذا سبيله عندهم لا يحتج به في المسائل العقدية, ويتضح ذلك من خلال النقاط التالية:
أولا: وصفهم لدلالة نصوص القرآن الكريم والسنة الصحيحة بأنها ليست قطعية.
قال أبو عبد الله الرازي / بعد أن ساق نصوصا من القرآن والسنة: ((تلك الدلائل النقلية التي تمسكتم بها ليست قطعية)) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn1))
وقال سيف الدين الآمدي /: ((وبالجملة فطريق الاستدلال في هذا الباب بالنصوص المذكورة لا يخرج عن الظن والتخمين, وهو غير مكتفى به في اليقينيات)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn2))
وقال السعد التفتازاني /: ((لو قصد إثبات مجرد الوجوب دون أن يكون بدليل قطعي لكفى التمسك بظواهر النصوص كقوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ الروم: 50)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn3))
وقال /: ((لما امتنع تصديق النقل لاستلزامه تكذيب العقل الذي هو الأصل ثبت أنه لا يفيد العلم)) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn4))
فقد صرح أئمة الأشاعرة بأن نصوص القرآن والسنة التي أنزلها الله ليهتدي بها الناس, ويعتقدوا ما فيها, لا تفيد اليقين, وإنما غاية ما تدل عليه هو الظن والتخمين, وزعموا أنه لو صدقنا الله ورسوله r فيما أخبرا به مما زعموا معارضته للعقل لا ستلزم ذلك تكذيب العقل.
وبالتالي لم تكن هذه النصوص حجة, ويلزم من قولهم هذا أن يكون الله أنزلها عبثا, ولا فائدة فيها إلا أجر التلاوة, كما يلزم أن يكون العقل أعظم من كلام الله ورسوله r.
منقول من رسالة" تبصير ذوي العقول بحقيقة مذهب الأشاعرة في الاستدلال بكلام الله والرسول "
مطبوعة بدار النصيحة بالمدينة النبوية
[/ URL]([1])- أساس التقديس (ص113)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref1)([2])- أبكار الأفكار (1/ 280)
([3]) - شرح المقاصد (1/ 268)
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftnref3)([4])- شرح المقاصد (1/ 283)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:57 ص]ـ
اشترطوا لإفادتها اليقين شروطا مفادها العدم
قال الرازي في محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين: (مسألة: الدليل اللفظي لا يفيد اليقين إلا عند تيقن أمور عشرة:
عصمة رواة مفردات تلك الألفاظ
وصحة إعرابها وتصريفها
وعدم الاشتراك
والمجاز
والتخصيص بالأشخاص
والأزمنة
وعدم الإضمار
والتقديم والتأخير
وعدم المعارض العقلي الذي لو كان لرجح .. ) 142
وقد تأسف عليه شيخ الإسلام و وصفه وصفا مريرا، فقال عن مقالته تلك: (وَكَانَ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْإِسْلَامِ فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَالرِّدَّةِ مَا أَوْجَبَ تَسْلِيطَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. فَتَجِدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَطْعَنُ فِي دَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ اللَّفْظِيَّةِ عَلَى الْيَقِينِ وَفِي إفَادَةِ الْأَخْبَارِ لِلْعِلْمِ. وَهَذَانِ هُمَا مُقَدِّمَتَا الزَّنْدَقَةِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ. ثُمَّ يَعْتَمِدُ فِيمَا أَقَرَّ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ عَلَى مَا عُلِمَ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ مِثْلُ الْعِبَادَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ وَكَذَلِكَ الْإِقْرَارُ بِمَعَادِ الْأَجْسَادِ - بَعْدَ الِاطِّلَاعِ عَلَى التَّفَاسِيرِ وَالْأَحَادِيثِ - يَجْعَلُ الْعِلْمَ بِذَلِكَ مُسْتَفَادًا مِنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ؛ فَلَا يُعَطِّلُ تَعْطِيلَ الْفَلَاسِفَةِ؛ الصَّابِئِينَ وَلَا يُقِرُّ إقْرَارَ الْحُنَفَاءِ الْعُلَمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ)
وقال (وَأَيْضًا فَمَنْ جَرَّبَ مَا يَقُولُونَهُ وَيَقُولُهُ غَيْرُهُمْ وَجَدَ الصَّوَابَ مَعَهُمْ وَالْخَطَأَ مَعَ مُخَالِفِيهِمْ كَمَا قَالَ الرازي - مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ طَعْنًا فِي الْأَدِلَّةِ السَّمْعِيَّةِ حَتَّى ابْتَدَعَ قَوْلًا مَا عُرِفَ بِهِ قَائِلٌ مَشْهُور غَيْرَهُ وَهُوَ أَنَّهَا لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ يَقُولُ - لَقَدْ تَأَمَّلْت الطُّرُقَ الْكَلَامِيَّةَ وَالْمَنَاهِجَ الْفَلْسَفِيَّةَ فَمَا رَأَيْتهَا تَشْفِي عَلِيلًا وَلَا تَرْوِي غَلِيلًا وَوَجَدْت أَقْرَبَ الطُّرُقِ طَرِيقَةَ الْقُرْآنِ أَقْرَأُ فِي الْإِثْبَاتِ {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وَأَقْرَأُ فِي النَّفْيِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} قَالَ: وَمَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجْرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي)
وقال (وأما الرازي وأمثاله فقد زادوا في ذلك على المعتزلة فإن المعتزلة لا تقول إن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين بل يقولون إنها تفيد اليقين ويستدلون بها أعظم مما يستدل بها هؤلاء)
والله أعلم
¥