ولا يجلس للإقراء إلاَّ على طهارة، في هيئة حسنة وخضوعواستكانة، ويمنع جلساءه من الخوض إلاَّ في العلم والقرآن؛
وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي، ولا يتأوَّه؛ وإذاسُئل عن حاله قال: العافية؛ لا يزيد على ذلك. اهـ.
وممن قرأ عليه هذا النظم المبارك، وعرض عليه ما تضمنه منالقراءات: الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي، وهو أجلُّأصحابه؛ والإمام أبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، والسديد عيسى بن مكي،ومرتضى بن جماعة، والكمال علي بن شجاع الضرير، وهو صهره؛ والزَّيْن محمدبن عمر الكردي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وعيسى بن يوسف بنإسماعيل المقدسي، وعلي بن محمد بن موسى النجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيلالتونسي.
وممن سمع عليه، وقرأ عليه بعض القراءات: الإمام أبو عمروعثمان بن عمر بن الحاجب، والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي،وأبو بكر محمد بن وضَّاح اللخمي، وعبد الله بن عبد الوارث بن الأزرق، وهوآخر أصحابه موتاً.
وقد بارك الله له في تصنيفه، لا سيما هذا النظم المبارك،فلقد رُزق من القبول والشهرة، ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن، حتىصارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه، ولقد بالغ أكثر الناس في التغالي فيه،وأخذ أقواله مسلَّمة، واعتبار ألفاظه منطوقاً ومفهوماً، حتى خرجوا بذلك عنحدِّ أن تكون لغير معصوم، وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءاتالسبع، وأن ما عدا ذلك لا تجوز القراءة به!
وقد شرحه كثير من الأئمة المعتبرين، منهم: برهان الدينإبراهيم بن عمر الجعبري، وشمس الدين الكوراني، وشمس الدين الفناري، وعلمالدين علي بن محمد السخاوي المصري، وأبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل النحوي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد – المعروف بشعلة الموصلي – وعلاء الدين بنعثمان المعروف بابن القاصح البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمدالفاسي، وعماد الدين علي بن يعقوب الموصلي، وجمال الدين بن علي الحصني،وأبو العباس أحمد بن محمد القسطلاّني المصري، وأبو العباس أحمد بن عليالموصلي، وتقي الدين عبد الرحمن بن أحمد الواسطي، وتقي الدين يعقوب بنبدران الجرايدي، وشهاب الدين أحمد بن يوسف السمين الحلبي، وشهاب الدين أحمدبن محمد بن جبارة المقدسي، وشمس الدين محمد بن أحمد الأندلسي، ومحبالدينمحمد بن محمود بن النجار البغدادي، وأبو بكر بن ايدغدي الشهير بابن الجندي،وأبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم البارزي، ويوسف بن أبي بكر المعروف بابنالخطيب، وعلم الدين قاسم بن أحمد اللورقي، وبدر الدين المعروف بابن أم قاسمالمرادي، وأبو عبد الله المغربي النحوي، والسيد عبد الله بن محمد الحسيني،وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، ونور الدين علي بن سلطان القاري، ومنتجب الدين الهمداني، وشهاب الدين أحمد بن عبد الحق السنباطي، وعلي بنمحمد الضبَّاع، له عليه شرحان: «إرشاد المريد إلى مقصود القصيد» و «إنشاد الشريد من معاني القصيد».
ونقل الإمام القرطبي: أن الإمام الشاطبي رحمة الله تعالىلما فرغ من تصنيفه طاف به حول الكعبة اثنا عشر ألف أسبوع، كلما جاء في أماكنالدعاء، قال: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب هذاالبيت العظيم، انفع بها كل من قرأها – يعني: هذا المتن، باعتبار أنه قصيدة –.
وروي عنه – أيضاً – أنه رأي النبيفي المنام، فقامبين يديه وسلم عليه، وقدم القصيدة إليه وقال: يا سيدي يا رسول الله! انظرهذه القصيدة! فتناولها النبيبيده المباركة وقال: «هي مباركة، منحفظها دخل الجنة» زاد القرطبي: بل من مات وهي في بيته دخل الجنة.
وفاته:
توفي الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى – يوم الأحد، بعدصلاة العصر، وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة، سنة: /590 هـ/،ودفن يوم الأثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، بالقرافةالصغرى، بالقرب من سفح الجبل المقطم بمصر، وقبره مشهور معروف؛ رحمه اللهتعالى.
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
ستكمل السلسلة بفضل الله
من لديه تراجم للعلماء فليشرفنا بها
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[10 - 07 - 07, 10:54 ص]ـ
¥