[هل يفنى كل الخلق عند قبض الأرض وطي السماء؟]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 01:28 م]ـ
السلام عليكم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ)
وفي بعض الروايات "أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ "
سؤالي:
هل في ذلك اليوم عندما يقبض الله الأرض ويطوي السماء كطي السجل للكتب، يفنى الخلق كلهم دون استثناء؟ بما في ذلك الجنة والنار والملائكة .. إلخ
أرجو ذكر الأدلة وأقوال العلماء في هذا
أحسن الله إليكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
(مسألة: خرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [48/ 14] فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال «على الصراط».
فالأرض تبدل كما ثبت في الصحيحين: «أن الناس يحشرون على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى ليس فيها علم لأحد» قال ابن مسعود
رضي الله عنه: هي أرض بيضاء كهيئة الفضة لم يعمل عليها خطيئة ولا سفك فيها دم حرام ويجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي، حفاة عراة، غرلا، كما خلقوا فيأخذ الناس من كرب ذلك اليوم وشدته حتى يلجمهم العرق. وبعضهم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا عن مجاهد وغيره من السلف.
[متى تبدل الأرض وتطوى السموات، وأين الناس حينئذ؟ وتبديل الجلود]
فهذا الحديث وسائر الآثار تبين أن الناس يحشرون على الأرض المبدلة، والقرآن يوافق على ذلك، كقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [48/ 14] وحشرهم وحسابهم يكون قبل الصراط؛ فإن الصراط عليه ينجون إلى الجنة ويسقط أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث.
وحديث عائشة رضي الله عنها المتقدم يدل على أن التبديل وهم على الصراط لكن البخاري لم يورده فلعله تركه لهذه العلة وغيرها؛ فإن سنده جيد.
أو يقال: تبدل الأرض قبل الصراط وعلى الصراط تبدل السموات. وأما قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [104/ 21] فالطي غير التبديل، وقال تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [67/ 39]، وفي الصحيحين: «أنه يطوي السموات، ثم يأخذهن بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أنا الجبار، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟»، وفي لفظ: «يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده» وهو في أحاديث كثيرة.
فطي السموات لا ينافي أن يكون الخلق في موضعهم، وليس في شيء من الأحاديث أنهم يكونون عند الطي على الجسر كما روي ذلك وقد تبدل الأرض غير الأرض وإن كان في تلك الرواية ما فيها.
والذي لا ريب فيه أنه لابد من تبديلها، وطيها.
ومذهب السلف إثبات الصفات لله كما جاءت، إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل.
وفي يوم القيامة تبدل الجلود في النار، كما أخبر سبحانه وبحمده. فقيل: إنه تغير الجلود في الصفات لا في الذات فكلما تغيرت الصفات صار هذا غير هذا وإن كان الأصل واحدا، وهذا كما تمد الأرض وتكون السماء كالمهل، وكما يعاد خلق الإنسان ويبقى طوله ستون ذراعا)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
كما أن شيخ الإسلام ينص أنه لا شيء يدل على فناء العالم بالكلية، بل باستحالته فقط، كما ذكر فوق، وكما يقول في الصفدية: (كما أن الله في القرآن إنما أخبر بذلك فالذي جاءت به السنة مطابق لما في القرآن في المستقبل أخبر تعالى بالقيامة والحسنات والجنة والنار ولم يخبر بأن العالم يعدم ويفنى بحيث لا يبقى شيء بل أخبر باستحالة العالم
قال تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار سورة إبراهيم 48 وقال تعالى فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان سورة الرحمن 37 وقال تعالى يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن سورة المعارج 8: 9 وقال تعالى إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا 2 فكانت هباء منبثا وكنتم أزواجا ثلاثة سورة الواقعة 4 7 وقال تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش سورة القارعة 4 5 وقال تعالى إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت وإذا العشار عطلت وإذا الوحوش حشرت وإذا البحار سجرت سورة التكوير 1 6 وقال تعالى إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت سورة الإنفطار 1 4 وقال إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت سورة الإنشقاق 1 4 وأمثال هذه النصوص التي تبين الإستحالة والتغير على السموات والأرض والجبال وأنها تستحيل أنواعا من الإستحالة لتعدد الأوقات)
¥