تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

علماً بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يعرج إلى السماء إلا مرة واحدة أرأيتم ثقافة القوم وفي (ص 95) من الجوهر: (عن الشيخ فضل بن عبد الله بافضل إنه كان يقول دابة الفقيه المقدم محمد بن علي تعرف طرق السماء كما تعرف طرق الأرض) ولا أريد أن أعلق على هذا الكلام غير أنني أحيلكم على الخبير بالقوم ابن عبيد الله قال كما في ديوانه المطبوع (ص 258): (وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين وتفنيد مزاعمهم وأنكرت قول بعضهم إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء وتأتي بخبرها طرفي النهار مع أن البراق لا يقدر على ذلك فلو أنها حضرت ليلة المعراج لأغنت عن البراق لأن البراق لم يجاوز إيليا على الأصح) انتهى كلام ابن عبيد الله.

وفي سياق المعراج الصوفي من الحكاية نفسها ورد في الجوهر الشفاف ومثله في الغرر وشرح العينية أن رجلا من أهل السريرات والكرامات يقال له الفضل أتى من دمشق إلى الفقيه المقدم محمد بن علي وقال له ما أتيت إليك إلا لأعلمك أني ما وجدت جاثما على قلبك إلا الشيخ عبد الرحمن المقعد وأنت تحكم له فإنه رجل مكتسب وأنت صاحب نسبة فقال ما هذه النسبة قال سدرة المنتهى.

وقد علق الأستاذ كرامة سليمان في كتابه الفكر والمجتمع ص 234 على أن الانتساب إلى سدرة المنتهى فكرة شيعية، وذكر أن التشيع يستند على فكرة الاصطفاء التي تطرق البعض فيه وادعوا بنسبة الحسن والحسين إلى سدرة المنتهى وذلك لإضفاء خصائص غير بشرية لذرية الحسن والحسين تميزهم عن سائر المسلمين وترفعهم فوق البشر.

وقال بأن دعاة التخريب في العقيدة الإسلامية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية فأولوها أو اختلقوا أحاديث بغرض تقديس أهل البيت، وذكر عن صاحب الغرر أن فاطمة نفسها هي خلاصة لعصارة فاكهة شجرة سدرة المنتهى التي قدمها جبريل للرسول عند مرافقته له ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بأن يأكلها هو وزوجته خديجة ويتغشاها فحملت في تلك الليلة بفاطمة التي هي من عصارة فاكهة سدرة المنتهى، قال وتتمادى الأسطورة العلوية وتعزز من النسبة إلى سدرة المنتهى فتروي هذه الحكاية.

وهكذا قذفت لنا هذه الكتب بالبلايا والرزايا التي تخالف الشرع وقد قال ابن عبيد الله في بلابل التغريد ص196 (وههنا مسألة فقد روي عن بعض من نجلهم أنه قال أوتيت علم الخضر أخرق السفينة وأقيم الجدار وأقطع رأس الغلام فقلنا أما السفينة والجدار فنعم إذ لا محظور فيهما ولا افتئات على الشريعة بهما وغاية الثاني بظاهره إحسان في غير محله يدرك بالفراسة أو بالكياسة وأما الأول فقد صرح الفقهاء بمثله وأما قطع رأس الغلام فمن دونه خرط القتاد وشيب الغراب وعود اللبن في الضرع إذ لا يتأتى غير الإلهام وليس بحجة في الشرع).

ولا نحن لا نسلم لابن عبيد الله حتى في الأوليين، والخضر نبي على أصح القولين وقد مات وبهما تنحل عقد الصوفية في اختصاص الأولياء بعلم يخالف الشرع، وأخيرا فتاريخنا الحضرمي مليء بالمفاخر الحضارية المؤكدة فإننا في غير حاجة إلى أن ننسب لأنفسنا من الأوهام الجوفاء والمزاعم الكاذبة ما نحن في غنى عنه وبالله

التوفيق.

كتبه/ عوض سالم حمدين

المصدر: هنا ( http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=99524)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير