تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك أيضا من سخر بشيء من آيات الله تعالى، أو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر عن بعض الكتاب أنه كتب مرة يطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم – ويقول: إنه بدوي، إنه كان يرعى الغنم، وأنه عاش في عهد ليس فيه تقدم، وليس فيه كذا وكذا، ولا شك أن هذا طعن في الدين؛ لأن هذا الدين جاءنا من قبل هذا النبي الكريم؛ فمن طعن فيه بأنه جاهل، أو بأنه بدوي لا يعرف شيئا، أو بأن هذا الذي جاء به من محادثة فكره، أو أنه مما خيل إليه، أو أنه يريد بذلك أن يكون له شهرة وأتباع ونحو ذلك؛ يعتبر قد كذب على الله، وكذب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بهذا الدين الشرعي، وكذب القرآن، وكذب الشرع كله، لا شك أن هذا أيضا قادح في الدين، قادح في العقيدة، وهو ما ذكر في هذه الآية: ? قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ? [سورة التوبة، الآية: 65]؛ يعني الاستهزاء بالله تعالى الاستهزاء بأسمائه وصفاته، وكذلك الاستهزاء بكلامه والتنقص له؛ داخل أيضا في القوادح في الدين.

وكذلك أيضا الاستهزاء بالقرآن، كما ذكر الله تعالى عن الكفار الذين قالوا: ? إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ? [سورة الفرقان، الآية: 4] والذين قالوا: ? إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ? [سورة النحل، الآية: 103] هؤلاء بلا شك أتوا بما يقدح في عقيدتهم وفي دينهم؛ فلأجل ذلك جعل الله مقالتهم مقالة كفرية، وكذلك أيضا هؤلاء الذين قدحوا في النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: إنه جاهل، أو إنه بدوي أو ما أشبه ذلك.

فنتذكر قبل نحو أربعين سنة أو قريبا منها أن هناك صحيفة يهودية سخرت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصورت صورته بصورة ديك، وقالوا: تحت هذه الصورة ده محمد أفندي المتجوز تسع؛ يعني على وجه السخرية أنه ليس له هم إلا بطنه وفرجه؛ ومع الأسف فإن هذه الصورة نقلتها أيضا صحيفة من صحف العرب، وإن لم يكونوا مسلمين؛ يعني حقا إلا مجرد التسمي فنشروها على أنها واقعية، لا شك أن هذا يعتبر كفرا وردة عن الإسلام -والعياذ بالله- إذا سخروا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد سخروا بالقرآن، وقد سخروا بالشريعة التي جاء بها، وقد سخروا بالتوحيد، وقد سخروا بالإسلام؛ فيكون ذلك تنقصا بهذا الدين كله، فأي قادح أكبر من هذا القادح الذي هو يقدح في دين الله تعالى، ويقدح في التوحيد، ويقدح في الإسلام كله؟

وكذلك أيضا يهدف كثيرا من السخرية والاستهزاء بآيات الله تعالى؛ الاستهزاء بشيء من أوامره ونواهيه، أو من أخباره؛ لأن الإيمان الكامل هو الإيمان بما أخبر الله تعالى به من الأمور الغيبية، فمن كذب بعذاب القبر مع ما ورد فيه من الأدلة فقد قدح في معتقده، ولو كان هذا من الأمور الغيبية يجب أن يؤمن به الإنسان، أن يصدق بأنه حق، كما وردت أدلته كثيرة وإن كنا لا نشاهده.

وكذلك أيضا من قدح في كتب الله المنزلة التي أنزلها على أنبيائه، ولم يؤمن بها حق الإيمان قدح ذلك أيضا في عقيدته، وكذلك من قدح أو أنكر شيئا من كتب الله المنزلة على أنبيائه، أو استهزأ بأحد من الرسل الذين أرسلهم إلى أممهم، والذين أنزل عليهم شرائعه من كذب أحدا منهم فقد كذبهم جميعا، والدليل قول الله تعالى: ? كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ? [سورة الشعراء، الآية: 105]؛ مع أنهم ما كذبوا إلا نوح فذكر أنهم كذبوا المرسلين، وكذلك بقية الأنبياء من كذب واحدا فقد كذب بالجميع.

«الطعن في الصَّحَابَةِ»

وهكذا أيضا لا شك أن من القوادح في العقيدة: القوادح في نقلتها، نقلة العقيدة، ونقلة الشريعة من هم؟ هم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم الواسطة بيننا وبين الله، بأي شيء، من أي طريق أتانا هذا القرآن؟! ومن أي طريق عرفنا هذه الأحاديث؟! ومن أي واسطة عرفنا هذه الأحكام؟ والحلال والحرام إلا بواسطة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن قدح فيهم وعابهم فقد عاب الدين، وقدح في الإسلام كله؛ فإنه جاء بواسطة هؤلاء، من أين عرفنا أن الله تعالى أرسل هذا الرسول؟! إلا بواسطة الصحابة، هم الذين قالوا: إن الله تعالى أرسله، وأنه أجرى على يديه هذه المعجزات وهذه البراهين ونحوها، فمن قدح في الصحابة فقد قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم -.

إعلام المسلمين بقوادح العقيدة وتحذيرهم منها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير