تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مهما بلغ القحطانيّ فهو دون موسى عليه السلام مقاماً و فضلاً و كلما اقترب العبد مِن مقام العبودية كلما كان لسان حاله (أفلا أكون عبداًً شكوراً) و ذا كليم الله موسى عليه السلام قائلاً: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طه: 25) فكانت ذه المقولة فتْحُ الله بالنّسبة للقحطانيّ يرحمه الله حتى باتت نونيّته ..

بل امتنّ رافع السماء بغير عمدٍ على نبيّه خاتم الرسل صلى الله عليه و سلم بقوله (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح: 1)

و عندما يلجأ العبد الى نفسه يهوى مهما ارتفع شأنه و علا كعبه

و خبر قارون ليس عنّا ببعيد ((قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص: 78)

فكانت عاقبة أمره (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) (القصص: 81)

و منْ شرح الله صدره فهو على نورٍ و هداية فقال تعالى:

(فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125)

و يضمّ الصدر تلك المضغة التي إنْ صلحت صلح الجسد كلّه و إنْ فسدت فسد الجسد كلّه و لا يزال ينكّت بها نكتة سوداء حتى تسودّ و يسودّ لسوادها بقية الجوارح تبعاً لها و تظلّل بسوادها أشرف عضوٍ في العبد حيث به يعرف كنه و مسمّاه الا و هو الوجه فإمّا وجهاً يشعّ نوراً و إمّا وجهاً يصدق فيه قول الله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (آل عمران: 106)

اذا منْ شرح الله صدره يهتدي للهدى و منْ ضيّق الله صدره فأنّى له أنْ يهتدي ...

يتبع ان شاء الله تعالى ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير