[حوار الأديان والحرب على العقيدة الإسلامية]
ـ[أبو شيبة المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
[حوار الأديان والحرب على العقيدة الإسلامية]
بعد فشل الحملات الصليبية على بلاد الإسلام, قام الأعداء بدراسة شاملة للمسلمين ودينهم وتاريخهم لمعرفة كيفية القضاء على الإسلام وأهله, ووجدوا أن تمسك المسلمين بدينهم هو أهم أسباب عزهم وقوتهم, فبتمسكهم بدينهم يصبح المسلمون يدا واحدة على أعدائهم ولا يظهر فيهم خلاف أو شقاق, وبتمسكهم بدينهم لا تجد الدنيا إلى قلوبهم سبيلا, فيبذلون كل غال ونفيس فى سبيل نشر هذا الدين. قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة، في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس:
"إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وانما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:
- إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، واذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في اضعاف المسلمين.
-عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
-إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
-الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه
-العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة
-العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد ما بين غزة جنوباً، انطاكية شمالاً، ثم تتجه شرقاً، وتمتد حتى تصل إلى الغرب".
ولما نظروا إلى سقوط الأندلس فى أيدي الأسبان وجدوا أن أعظم عامل ساعد على هزيمة المسلمين هو غياب العقيدة الإسلامية الصحيحة, فلما انتشرت فى أهل الأندلس البدع, وأغرقوا فى حب الدنيا وافتتنوا بها, ظهرت الخلافات والشقاقات بين المسلمين, ولجأوا إلى أعدائهم يناصرونهم على إخوانهم, فكانت الهزيمة, فكما روى لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: ((لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم)) , ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه: ((أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون)).
فاستلهموا تلك التجربة وحاولوا تطبيقها على سائر البلاد الإسلامية, فعملوا على محاربة الثوابت الشرعية وزعزعتها فى نفوس المسلمين حتى يسهل عليهم القضاء على المسلمين.
فدارت الحرب بين الإسلام والكفر على عدة محاور، كان اهمها وأخطرها هو محور العقيدة الإسلامية، التى علموا أنها مصدر عز المسلمين وقوتهم, فإيمان المسلم بأنه على الحق وأن غيره على الباطل هو الذى يدفعه لنشر دينه, ويبث فى روحه الحماسة فيضحي بنفسه وبكل ما يملك لأجل إقامة الدين وتعبيد الناس به, فلجأوا إلى محاربتها وعملوا على هدمها.
كان من أول ما دعوا إليه هو حوار الأديان وهذا الحوار يتضمن مفاهيم عدة تختلف عن المراد الإسلامي من الحوار مع الكافرين؛ فالخطاب الإسلامي مع الكافرين هو خطاب الدعوة إلى الله تعالى وإلى تحكيم شرعه, مع بيان الحق والباطل وإعلان الانفصال بين الإسلام وبين غيره من الأديان, مع البراءة من الشرك وأهله, والجهاد فى سبيل الله لرفع كلمة الله فى الأرض.
أما حوار الأديان الذى يدعوننا إليه فهو عارٍ عن كل فضيلة, مشتمل على كل الزور والبهتان, فهذا الحوار يتضمن:
1 - دعوة (وحدة الأديان) , ويريدون بها: "الاعتقاد بصحة جميع المعتقدات الدينيّة، وصواب جميع العبادات، وأنها طرق إلى غاية واحدة", وهذا يتضمن تصويب جميع الأديان مع اعتبار الخلافات بينها فى مرتبة الاجتهادات الصحيحة فى الدين الواحد.
¥